نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 296
( حشرنا ) ( 1 ) . فعزله عنهم وصرفه إلى البصرة ، وصرف عمر بن سراقة إلى الجزيرة وخلا عمر في ناحية المسجد فنام ، فأتاه المغيرة بن شعبة فحرسه حتى استيقظ فقال : ما فعلت هذا يا أمير المؤمنين إلاّ من عظيم . فقال : وأي شيء أعظم من مائة ألف لا يرضون على أمير ولا يرضى عنهم أمير . وأحيطت الكوفة على مائة ألف مقاتل وأتاه أصحابه فقالوا : ما شأنك ؟ فقال : إن أهل الكوفة قد عضلوني ، واستشارهم فيمن يوليه وقال : ما تقولون في تولية رجل ضعيف مسلم أو رجل قوي مسدد ( 2 ) . فقال المغيرة : أمّا الضعيف المسلم فإن إسلامه لنفسه وضعفه عليك ، وأمّا القوي المسدد فإن سداده لنفسه وقوته للمسلمين . فولي المغيرة الكوفة فبقي عليها حتى مات عمر وذلك نحو سنتين وزيادة ( 3 ) . هكذا كانت الكوفة وهكذا كان أهلها ، فقد غلب فيها أولوا الجهل والعماية ، وقلّ فيها العقلاء ، وكثر فيها السفهاء ، ولم يبق لها في قلوب الناس أي أثر ، فحدثت بعدئذ فيها فتن وكوارث ممّا ستسمع فيما بعد إن شاء الله . إذا سقى الله قوماً صوب غادية * فلا سقى الله أرض الكوفة المطرا ألق العداوة والبغضاء بينهم * حتى يكونوا لمن عاداهم جزرا ( 4 ) .
1 - في المطبوع : ( جسرنا ) وما أثبتناه من المصادر . 2 - في المصادر : ( مشدد ) . 3 - تاريخ الطبري : 3 / 242 - 243 ، أُسد الغابة : 4 / 46 ، تاريخ دمشق : 43 / 450 ، سير أعلام النبلاء : 1 423 . 4 - الأبيات لقيس بن عمرو النجاشي ، شرب الخمر في شهر رمضان فضربه الإمام علي ( عليه السلام ) بالسوط وأوقفه أمام الناس فهجا أهل الكوفة بقوله هذا . انظر : الغارات للثقفي : 2 / 903 ، معجم البلدان : 4 / 493 .
296
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 296