نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 295
المهل ، فإنه لا تحفزه المبادرة ، ولا يخاف عليه فوت الثأر ، كلاّ إن ربّك لنا ولهم لبالمرصاد . ثم ولت عنهم . قال : فرأيت الناس حيارى وقد ردوا أيديهم إلى أفواههم ، ورأيت شيخاً كبيراً من بني جعفي وقد اخضلت لحيته من دموع عينيه وهو يقول : كهولهم خير الكهول ونسلهم * إذا عد نسل لا يبور ولا يخزي ( 1 ) . وممّا نقموا به على أهل الكوفة : أنهم أبغضوا عمار بن ياسر ( رضي الله عنه ) ذلك العبد الصالح ، وكان أميراً عليهم سنة وبعض سنة ، حتى اجترأ عليه عطارد وقال له : أيها العبد الأجدع ( 2 ) . وشكوه إلى عمر بن الخطاب وقالوا له : إنه لا يحتمل ما هو فيه ، وإنه ليس بأمين ويرأ به أهل الكوفة ، وقالوا : إنه غير كاف وغير عالم بالسياسة ولا يدري على ما استعملته . فدعاه عمر ، فخرج معه وفد ، فكانوا أشد عليه ممّن تخلف عنه ، وكان منهم سعد بن مسعود الثقفي عم المختار وجرير بن عبد الله ، فسعيا به فعزله عمر وقال عمر لعمار : أساءك العزل ؟ قال : ما سرّني حين استعملت ولقد ساءني حين عزلت . فقال له : قد علمت ما أنت بصاحب عمل ، ولكني تأولت ( نُرِيدُ أنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الوَارِثِينَ ) ( 3 ) . ثم أقبل عمر على أهل الكوفة فقال : من تريدون ؟ قالوا : أبا موسى . فأمّره عليهم بعد عمار ، وكان ذلك سنة 22 فأقام عليهم سنة ، فباع غلامه العلف ، فشكاه الوليد بن عبد شمس وجماعة معه وقالوا : إن غلامه يتجر في
1 - بلاغات النساء لابن طيفور : 23 - 24 . 2 - تاريخ الطبري : 3 / 240 ، نصب الراية : 4 / 265 ، مجمع الزوائد : 5 / 340 . وممن قال ذلك لعمار أيضاً خالد بن الوليد فأجابه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حينئذ بقوله : « يا خالد لا تسب عماراً فان من سب عماراً فقد سب الله ومن أبغض عماراً أبغضه الله ومن لعن عماراً لعنه الله » . انظر : تفسير الطبري : 5 / 206 ، تفسير ابن كثير : 1 / 530 . 3 - سورة القصص : 5 .
295
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 295