نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 270
وأمّا الإمارة الخاصة فهي : أن يكون الأمير فيها مقصوراً على تدبير الجيش وسياسة الرعية وحماية البيضة والدفاع عن الحريم ضمن حدود معينة ، وليس له أن يتعرض للقضاء أو الأحكام أو لجباية الخراج أو الصدقات في شيء ، حتى الإمامة في الصلاة ، فربما كان القاضي أولى بها منه ، والخليفة يعيّن لهذه الإمارة قضاة وجبات من عنده ، فالجبات يجمعون الخراج لحساب بيت المال المركزي وهم يؤدون أعطيات الجند وغيرها ممّا يجمعونه ، والإمارات الخاصة كانت قليلة في إبان الدولة العباسية . أمّا رواتب العمّال فقد قدّرها عمر بن الخطاب بعد تدوين الدواوين وتعيين أرزاق الجند ، وأول من فعل ذلك لمّا وجه عمار بن ياسر إلى الكوفة وولاّه صلاتها وجيوشها ، فجعل له ستمائة درهم في الشهر ، وعيّن الرواتب لولاته وكتّابه ومؤذنيه ومن كان يلي معه ، فبعث عثمان بن حنيف على مساحة الأرض وعبد الله بن مسعود على قضاء الكوفة ، وشريحاً على قضاء البصرة ، وأجرى على عثمان ربع شاة وخمسة دراهم كل يوم ، وجعل عطاءه خمسة آلاف درهم في السنة ، وأجرى على عبد الله مائة درهم في الشهر وربع شاة في اليوم ، وأجرى على شريح مائة درهم وعشرة أجربه في الشهر . فترى ممّا تقدم أنه فضّل عمار بن ياسر عليهم أجمعين ، لأنه كان على الصلاة والجند وهي الإمارة يومئذ ، ولمّا ولى عمر معاوية بن أبي سفيان على الشام ، جعل له ألف درهم كل سنة . وأمّا بنو أمية فقد نال عمّال الأقاليم في أيامهم امتيازات كثيرة منحهم إياها معاوية ، ترغيباً لهم في البقاء على ولائه ، فولى زياد بن أبيه البصرة وخراسان وسجستان ووسع له بما يريد ، وفعل نحو ذلك في عمرو بن العاص بمصر . وجرى العباسيون على نحو ذلك ، فلمّا ولى المأمون الفضل بن سهل على الشرق جعل له 3000000 درهم في السنة ، وكانت رواتب العمال تختلف باختلاف نوع العمل وسعته وأهميته ( 1 ) . وإليك فيما يلي أسماء الذين كانوا ولاة في الكوفة من أول تمصيرها حتى آخر
1 - تاريخ التمدن الاسلامي : 1 / 128 و 134 .
270
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 270