نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 268
وكان أكثر ولايات الإسلام على هذه الصورة ، وخصوصاً لمّا بُعد منها عن مركز الخلافة كالعراق في بني أمية ومصر والشام في بني العباس وخراسان في كليهما . ومن عمّال الاستكفاء في بني أمية في العراق زياد بن أبيه ، وابنه عبيد الله ، وبشر بن مروان ، والحجاج بن يوسف ، ويزيد بن الملهب ، ومسلمة بن عبد الملك ، وعمر بن هبيرة ، وخالد بن عبد الله القسري ، ويوسف بن عمر الثقفي ، وعبد الله بن عمر بن عبد العزيز ، ويزيد بن عمر بن هبيرة ، وكانت تسمّى إمارة كل منهم : إمارة العراقين ، لاشتمالها على الكوفة والبصرة . فكان كل أمير من هؤلاء يتصرف في إمارته تصرف الملوك المستقلين بالكيفية التي قدمناها ، فيعين العمال على البلاد تحت إمارته وسائر عمّال حكومته ، ويجبي الأموال فينفق منها على جنده ، وفيما تقتضيه العمارة ، من إصلاح الجسور ، وإحتفار الترع ونحو ذلك ، ويرسل ما يبقى عنده إلى بيت المال في الشام . وكانت الحال نحو ذلك في مصر ، فقد كان عاملها من عمّال الاستكفاء من عهد عمرو بن العاص فما بعده ، وربما كان عامل مصر أكثر استقلالا من سواه وخصوصاً عمرو بن العاص لمّا تولاها المرة الأخيرة بأمر معاوية بعد أن نصره على علي ( عليه السلام ) ، وربما فعل معاوية مثل ذلك بزياد بن أبيه ، لمّا ولاّه خراسان ، وبالمغيرة بن شعبة لمّا ولاّه الكوفة رغبة منه في أطماع هؤلاء الدهاة كما تقدم . ولمّا أفضت الخلافة إلى بني العباس ساروا على نحو هذه الخطة ، لكنهم قلما كانوا يجعلون أمر العراق مفوضاً للعمال لقربه من مركز الخلافة ، على أنهم كانوا يفوضون العمال في الأقاليم البعيدة ، كالشام ومصر وخراسان وسائر ما وراء العراق نحو الشرق ، إلى أقصى بلاد الترك وما وراء النهر ، ولمّا تمكن البرامكة من الدولة وغلب نفوذهم فيها ، ولى الرشيد أحدهم جعفر بن يحيى الغرب كله من الأنبار إلى أفريقيا ، وقلد أخاه الفضل بن يحيى الشرق كله من شروان إلى أقصى بلاد الترك سنة 176 ، فأقام جعفر بمصر وأرسل العمال بأمره إلى الشام وإفريقيا وغيرهما ، وأمّا الفضل فإنه سار إلى عمله حتى وصل إلى خراسان ، فأصلح وبدل واستخلف عمالا وعاد إلى العراق . وكثيراً ما كان الخلفاء يفوضون إلى بعض خاصتهم عملا من الأعمال ، فيرسل هذا من يقوم مقامه في ذلك العمل ويبقى هو في بلاد الخليفة ، وأكثر ما كان يقع في
268
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 268