responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي    جلد : 1  صفحه : 255


الرشيد يكرمه ويجلّه فدعاه : قاضي القضاة ، وهو أول من دعى بذلك ( 1 ) ، وصار قاضي القضاة بعده هو الذي يولي قضاة مدينة بغداد ، ثم صار يولي قضاة الأقاليم واقتدى بالعباسيين من عاصرهم وخلّفهم من الخلفاء في الأندلس ومصر ، وصاروا يولون قاضي القضاة وهو يولي القضاة .
وكانت وظيفة القاضي في صدر الإسلام محصورة في الفصل بين الخصوم ، ثم صاروا يتعاطون أموراً أخرى على ما تقتضيه الأحوال ، بحسب اشتغال الخلفاء بأمور السياسة ، فأضيف إلى أعمال القاضي استيفاء بعض الحقوق العامة للمسلمين ، كالنظر في أموال المحجور عليهم من المجانين واليتامى والمفلسين وأهل السفه ، وفي وصايا المسلمين وأوقافهم وتزويج الأيامى عند فقد الأولياء ، ثم امتدت سلطتهم إلى النظر في مصالح الطرقات والأبنية وتصفح الشهود والأمناء والنواب واستيفاء العلم والخبرة فيهم بالعدالة والجرح .
وتوسع بعض الخلفاء حتى جعل للقضاة قيادة الجهاد في عساكر الصوائف ، منهم : يحيى بن أكثم ، فقد كان يخرج في أيام المأمون بالصائفة ( 2 ) إلى أرض الروم ( 3 ) ، وكذلك منذر بن سعيد قاضي عبد الرحمن الناصر الأموي بالأندلس ( 4 ) ، وولى العزيز بالله الفاطمي علي بن النعمان القضاء بمصر ، وأضاف إليه قضاء الشام والحرمين والمغرب وجميع مملكة العزيز والخطابة والإمامة والعيار في الذهب والفضة والموازين والمكاييل ( 5 ) ، ثم تولى القضاء أبو محمد البازوري سنة 441 وأضيف إليه الوزارة ، وهو أول قاض جمع بينهما ، ثم أضيفت إلى غيره بعده .
فترى فيما تقدم أن منصب القضاء كان واسعاً جداً ، على أنه لم يكن كذلك في كل الأعصر ، وإنما اختلف باختلاف الدول كما رأيت ، ثم إن الخلفاء كانوا في أوائل الإسلام لا يولون القضاء إلاّ أهل عصبتهم من العرب أو مواليهم بالحلف أو بالرق أو


1 - البداية والنهاية : 10 / 194 ، سير أعلام النبلاء : 8 / 535 و 538 ، الأعلام : 8 / 193 . 2 - الصائفة : الغزو في الصيف وبها سمّيت غزوة الروم لأنهم كانوا يغزون صيفاً لمكان البرد والثلج . لسان العرب : 9 / 202 . 3 - الأعلام : 8 / 138 . 4 - سير أعلام النبلاء : 16 / 175 . 5 - سير أعلام النبلاء : 16 / 209 و 367 .

255

نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي    جلد : 1  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست