نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 240
حسّن هذا الخط تحسيناً وأدخله في كتابة المصاحف . ثم تفرع الخط النسخي المذكور بتوالي الأعوام إلى فروع كثيرة ، وأصبحت الأقلام الرئيسية في اللغة العربية اثنين : الكوفي والنسخي ، ولكل منها فروع كثيرة اشتهر منها بعد القرن السابع للهجرة ستة أقلام وهي : الثلث ، والنسخي ، والتعليقي ، والريحاني ، والمحقق ، والرقاع . واشتهر من الخطاطين جماعة كبيرة ألفوا فيه الكتب والرسائل ، بعضها في أدوات الخط كالأقلام وطرق بريها ، وأحوال الشق ، والقط ، والدواة ، والمداد ، والكاغد وغير ذلك ( 1 ) ، وما زال الخط يتفرع إلى اليوم ولن يزال إلى ما شاء الله عملا بسنّة الارتقاء ( 2 ) . قال القلقشندي في صبح الأعشى : والخط العربي هو المعروف الآن بالكوفي ، ومنه استنبطت الأقلام التي هي الآن . وقد ذكر ابن الحسين في كتابه في قلم الثلث : أن الخط الكوفي فيه عدّة أقلام ، مرجعها إلى أصلين وهما : التقوير والبسط . فالمقوّر : هو المعبّر عنه الآن باللين ، وهو الذي تكون عراقاته وما في معناها منخسفة منحطة إلى أسفل كالثلث والرقاع ونحوها . والمبسوط : هو المعبّر عنه الآن باليابس ، وهو ما لا انخساف وانحطاط فيه كالمحقق ، وعلى ترتيب هذين الأصلين الأقلام الموجودة الآن . وذكر صاحب إعانة المنشئ : أن أول ما نقل الخط العربي من الكوفي إلى ابتداء هذه الأقلام المستعملة الآن في أواخر خلافة بني أمية وأوائل خلافة بني العباس ( 3 ) . كيف اشتهر الخط الكوفي دون غيره في صدر الإسلام إن الإسلام هو ولا ريب مبعث حضارة العرب ، والأساس الأعظم في تمدنهم ، والخط إنما هو من لوازم الحضارة وتوابع العمران ، كما نصّ عليه ابن خلدون قال في مقدمته : لهذا نجد أكثر البدو أمّيين لا يكتبون ولا يقرأون ، ومن قرأ منهم أو كتب فيكون خطه قاصراً وقراءته غير نافذة ، ونجد تعليم الخط في الأمصار الخارج