نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 235
أهل البصرة لأشبه الناس بهم . ثم قام ( 1 ) . ثم قال ابن الفقيه في كتابه : قال المدائني اجتمع أهل العراق عند يزيد بن عمر ابن هبيرة ، فقال ابن هبيرة : أي البلدين أطيب ثمرة الكوفة أم البصرة ؟ فقال خالد بن صفوان : ثمرتنا أطيب أيها الأمير منها كذا ومنها كذا . فقال عبد الرحمن بن بشير العجلي : لست أشك أيها الأمير إلاّ وأنكم قد اخترتم للخليفة ما تبعثون به إليه . فقال : أجل . فقال : قد رضينا بأن تحكم لنا وعلينا ، فأي الرطب تحملون إليه ؟ قال : المشان . قال : فليس بالبصرة منه واحدة ، فأي التمر تحملون إليه ؟ قال : النرسيان . قال : وهذا فليس بالبصرة منه واحدة . قال : والهيرون والأزاذ . قال : وهذا فليس بالبصرة منهما واحدة . ثم قال : فأي القسب تحملون إليه ؟ قال : قسب العنبر . قال : وهذا فليس بالبصرة منه واحدة . قال : أفلست تعلم أنها أفضل من البصرة ، وأنت ترى كيف يتعصب أمير الكوفة ابن هبيرة لبلده فيحكم بأنها أفضل من البصرة ، حيث يجد ثمرتها أطيب من ثمرة البصرة ( 2 ) . وكان هذا ديدن ملوك الكوفة وأمرائها ، يعقدون المحافل والنوادي للمناظرة في كل أنواعها ، فقهية كانت أو كلامية أو نحوية أو لغوية أو غير ذلك من أنواع العلوم ، وتجدهم يطربون إذا رأوا الكوفي يستظهر على البصري في مسألة من المسائل ، هكذا شأن كل أحد نسبه إلى بلده ، سنّة الله في خلقه ولن تجد لسنّة الله تبديلا . سئل خالد عن الكوفة فقال : نحن منابتنا قصب ، وأنهارنا عجب ، وثمارنا رطب
1 - البلدان لابن الفقيه ، 176 - 177 . 2 - البلدان لابن الفقيه : 204 - 211 .
235
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 235