نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 230
المسلمين . قال أبو العباس : ما تقول يا أبا بكر ؟ قال : معاذ الله أن يجهل أهل البصرة ، إنما كانت شرذمة منها شذّت عن سبل المنهج واستحوذ عليها الشيطان ، وفي كل قوم صالح وطالح ، فأمّا أهل البصرة فهم أكثر أموالا وأولاداً ، وأطوع للسلطان ، وأعرف برسوم الإسلام . قال ابن عياش : نحن أعلم بالفتوح منكم ، نحن نفينا كسرى عن البلاد ، وأبرنا جنوده ، وأبحنا ملكه ، وفتحنا الأقاليم ، وإنما البصرة من العراق بمنزلة المثانة من الجسد ينتهى إليها الماء بعد تغييره وفساده ، مضغوطة قبل ظهرها بأخشن أحجار الحجاز ، وأقلها خيراً ، مضغوطة من فوقها ببطحتها ، وإن كانوا يستعذبون ماءهم ولولا ذلك ما انتفعوا بالعيش ، ومضغوطة بالبحر الأخضر من أسفلها ، ونحن قللناهم على وجه المعزاء ، وبعثنا إليهم من جندنا ما كان منه قوامهم ، وإنما أهل البصرة بمنزلة الرسل لنا ، ومحل الكوفة محل اللهوات واللسان من الجسد ، وموضعها على صدور الأرضين ، ينتهي إليها الماء ببرده وعذوبته ويتفرق في بلادنا ويجوز بالعذبة الزكية ، الفرات ودجلة ، والبصرة من العراق بمنزلة المثانة من الجسد . قال أبو بكر : أنتم مع ما وصفت أكثر أنبياء ، وما لنا إلاّ نبي واحد وهو محمد ( صلى الله عليه وآله ) وعامة أنبيائكم الحاكة . فضحك أبو العباس حتى كاد يسقط عن السرير ثم قال : لله درك يا أبا بكر . فقال أبو بكر : وما رأيت الأنبياء مصلوبين إلاّ ببلاد الكوفة . قال ابن عياش : عيرت أهل الكوفة بثلاثة مجانين من السفلة ، ادّعوا النبوة بالجنون فصلبهم الله بالكوفة ، فمن يعير به أهل البصرة من المدّعين للعقول والشرف والروايات للحديث كثير ، كلهم يزعم أنه يهدي نفسه ويضلها ، والمتنبئ بالجنون أيسر خطباً من ادّعاء الصحيح هدي نفسه وضلالها ، فلقد ادّعوا الربوبية في قول بعضهم . فقال أبو العباس : هذه بتلك أو أشدّ يا أبا بكر . فاعترض عليهم بعض العلوية وهو الحسن بن زيد ، فقال : يا أبا بكر قاتلتم علياً يوم الجمل ؟ فقال : بلى ، قاتله شرذمة ، وكفّ الله عزّوجلّ أيدينا وسلاحنا عن قتله ، نظراً منه
230
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 230