نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 221
عطار ، ولقد أحسن من قال : يا نزهة اليوم المطير * بين الخورنق والسدير والماء شبه بواطن ال * - حيات مجدول الظهور والطل في دمن الثرى * كالبكر في ثوب حرير تأوي إليها الوحوش من القفار ، وتصفق بها المياه على غناء الأطيار ، فتعم القاصي والداني فائدتها ، ويشمل الحاضر والبادي والطاري والنائي نفعها وعائدتها . وقال محمد بن أحمد الهاشمي : روضة تلحظ منها الأبصار زهراً ، فتقطفه الأذهان فتراه دراً ، فتحققه الأفكار فتجده سحراً ، فلا تعلم شاهدت روضة أم رأيت بحراً ؟ هذا غير بدع ولا بعيد ، فمن أيّده الصاحب الأعظم وجدّه السعيد الذي أجرى بتدبيره المصلح في أرض النجف ماء الفرات ، وأدخل بفكره المنجح فيها ما أخرجت به من كل الثمرات ، فتجدد تلك الأرض ، وعاد ماء الفرات يجيء من أطواد ، فيا لها مكرمة أحرز قرب أجرها وبعد صوتها ، فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها : ناجته همته العليا بما نصكت * كل الخواطر عن إمكانه ركبا واستبعدت أن يرى ماء الفرات بأك * - ناف الغري ويجري دافقاً صببا واستكثرت دونه الانفاق إذ علمت * إمكانه فرأت انفاقه عجبا حتى أتاه بعزم نافذ وندى * غمر فسهّل منه كل ما صعبا فصمم العزم حتى تم مطلبه * ونال منه الذي في نيله رغبا وافتض مكرمة بكراً فأولدها * أجراً جزيلا وشكراً ينفذ الحقبا وصير النجف المهجور يغمره * ماء الفرات فيسقي النخل والعنبا وهكذا الكوفة المعمور جامعها * أجرى بها الماء يبغي أجر من شربا لأنه خلد الرحمن دولته * يريد أن لا يخلي موضعاً خربا فالله يعطيه في تأييد دولته * وبسط قدره شمس الدين ما طلبا ( 1 ) صنوان لا افترقا شمسان لا أفلا * بدران لا نقصا نجمان لا غربا أيا بني صاحب الديوان لا برح ال * - دين الحنيف بكم للخلق منتصبا ( 2 )
1 - شمس الدين هذا هو : الخواجة محمد بن صاحب ديوان الدولة . 2 - يعني ببني صاحب الديوان : شمس الدين المذكور وأخاه الصاحب عطاء ملك ابني محمد الجويني ، ولهذين الأخوين خدمات جلى أيام وزارتهما ، ومن آثارهما عمارة ضريح مسلم بن عقيل ( عليه السلام ) في سنة 681 كما وجد مكتوباً على أحد جدرانه ، وكان المتولي لذلك محمد بن محمود الرازي وأبو المحاسن بن أحمد التبريزي ، ولكن لم يكن لهذه الكتابة اليوم عين ولا أثر .
221
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 221