نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 210
أشبهه بالمساجد ، قد أنفقت على كل أسطوانة ثمان عشرة مائة ، ثم سقط منه شيء فهدمه الحجاج وبناه ، ثم سقط بعد ذلك الحائط الذي يلي دار المختار فبناه يوسف ابن عمر ، وقال السيد إسماعيل بن محمد الحميري يذكر مسجد الكوفة : لعمرك ما من مسجد بعد مسجد * بمكة ظهراً أو مصلى بيثرب بشرق ولا غرب علمنا مكانه * من الأرض معموراً ولا متجنب بأبين فضلا من مصلى مبارك * بكوفان رحب ذي أواس ومحصب مصلى به نوح تأثل وابتنى * به ذات حيزوم وصدر محنب وفار به التنور ماءاً وعنده * له قيل يا نوح ففي الفلك فاركب وباب أمير المؤمنين الذي به * ممر أمير المؤمنين المهذب عن مالك بن دينار قال : كان عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) إذا أشرف على الكوفة قال : يا حبذا مقالنا بالكوفة * أرض سواء سهلة معروفة تعرفها جمالنا العلوفة وقال سفيان بن عيينة : خذوا المناسك عن أهل مكة ، وخذوا القراءة عن أهل المدينة ، وخذوا الحلال والحرام عن أهل الكوفة . ومع ما قدّمنا من صفاتها الحميدة ، فلن تخلو الحسناء من ذام ، قال النجاشي يهجوا أهلها : إذا سقى الله قوماً صوب غادية * فلا سقى الله أهل الكوفة المطرا التاركين على طهر نساءهم * والنايكين بشاطي دجلة البقرا والسارقين إذا ما جنّ ليلهم * والدارسين إذا ما أصبحوا السورا ألق العداوة والبغضاء بينهم * حتى يكونوا لمن عاداهم جزرا وأمّا ظاهر الكوفة ، فإنها منازل النعمان بن المنذر ، والحيرة والنجف والخورنق والسدير والغريان ، وما هناك من المتنزهات والديرة الكبيرة ، فقد ذكرت في هذا الكتاب حيث ما اقتضاه ترتيب أسمائها ، ووردت رامة بنت الحسين بن المنقذ بن الطماح الكوفة فاستوبلتها فقالت : ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة * وبيني وبين الكوفة النهران فإن ينجني منها الذي ساقني لها * فلابد من عمر ومن شنآن وأمّا المسافات ، فمن الكوفة إلى المدينة نحو عشرين مرحلة ، ومن المدينة إلى مكة
210
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 210