نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 208
وكتب عمر بن الخطاب إلى سعد : أن اختط موضع المسجد الجامع على عدة مقاتلتكم ، فخط على أربعين ألف إنسان ، فلمّا قدم زياد زاد فيه عشرين ألف إنسان ، وجاء بالآجر وجاء بأساطينه من الأهواز . قال أبو الحسن محمد بن علي بن عامر الكندي البندار : أنبأنا علي بن الحسن بن صبيح البزاز قال : سمعت بشر بن عبد الوهاب القرشي مولى بني أمية ، وكان صاحب خير وفضل ، وكان ينزل دمشق ، وذكر قدر الكوفة فكانت ستة عشر ميلا وثلثي ميل ، وذكر أن فيها خمسين ألف دار للعرب من ربيعة ومضر ، وأربعة وعشرين ألف دار لسائر العرب ، وستة آلاف دار لليمن ، أخبرني بذلك سنة ( 264 ) ( 1 ) . وقال الشعبي : كنّا نعدّ أهل اليمن اثني عشر ألف ، وكانت نزار ثمانية آلاف ، وولى سعد بن أبي وقاص السائب بن الأقرع وأبا الهياج الأسدي ، خطط الكوفة فقال ابن الأقرع لجميل بن بصبهري دهقان الفلوجة : اختر لي مكاناً من القرية . قال : ما بين الماء إلى دار الإمارة . فاختط لثقيف في ذلك الموضع . وقال الكلبي : قدم الحجاج بن يوسف على عبد الملك بن مروان ومعه أشراف العراقيين ، فلمّا دخلوا على عبد الملك بن مروان تذاكروا أمر الكوفة والبصرة ، فقال محمد بن عمير العطاردي الكوفة : سفلت عن الشام ووبائها ، وارتفعت عن البصرة وحرّها ، فهي ( برية ) ( 2 ) مريئة مريعة ، إذا أتتنا الشمال ذهبت مسيرة شهر على مثل رضراض الكافور ، وإذا هبّت الجنوب جاءتنا ريح السواد وورده وياسمينه واترنجه ، ماؤنا عذب وعيشنا خصب . فقال عبد الملك بن الأهتم السعدي : نحن والله يا أمير المؤمنين أوسع منهم برية ، وأعدّ منهم في السرية ، وأكثر منهم ذرية ، وأعظم منهم نفراً ، يأتينا ماؤنا عفواً صفواً ، ولا يخرج من عندنا إلاّ سائق أو قائد . فقال الحجاج : يا أمير المؤمنين إن لي بالبلدين خبراً . فقال : هات غير متهم فيهم . فقال : أمّا البصرة : فعجوز شمطاء بخراء دفراء أوتيت من كل حلي ، وأمّا الكوفة : فبكر عاطل عيطاء لا حلي لها ولا زينة .
1 - في المطبوع : ( 314 ) ، وما أثبتناه من المصدر . 2 - من المصدر .
208
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 208