نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 172
وقد صقل ثقافته العربية تجواله في البادية ، وتطوافه في الجزيرة أول نشأته محاولا تجديد ما فيه من أخلاق العروبة وتقاليدها ، حتى طبع نفسه بذلك الطابع العربي الناصع وجدد ما فيه من روح ودم ، ولمّا عاد إلى الكوفة تردد على المكتبات العامة ودكاكين الوراقين ، تلك الحوانيت الغاصة بالورق الصيني والتهامي والخراساني والقرطاس المصري والجلود والصكاك ، التي حفظت علوم العرب ونتاجهم العقلي . وقد كان غاية في الحفظ ، كما تشعر بذلك قصته في حانوت أحد الوراقين عندما استعرض من أحد الدلالين كتاباً من كتب الأصمعي ( 1 ) .
1 - كان المتنبي جالساً عند أحد الوراقين فأحضر رجل كتاباً من كتب الأصمعي نحو ثلاثين ورقة ليبيعه ، فأخذه المتنبي وأطال النظر فيه ، فقال له الرجل : يا هذا أريد بيعه وقد قطعتني عن ذلك فان كنت تريد حفظه من هذه المدة فبعيد . فقال له المتنبي ، ان كنت حفظته فمالي عليك ؟ قال : أهب لك الكتاب . فأخذ الوراق الكتاب من يده وأقبل المتنبي يتلوه على الوراق إلى آخره ، ثم استلبه وجعله في كمّه وقام . فعلق به صاحبه وطالبه بالثمن ، فقال له المتنبي : ما إلى ذلك سبيل قد وهبته لي . قال الوراق : فمنعناه منه وقلنا له : أنت شرطت على نفسك هذا للغلام ، فتركه .
172
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 172