responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي    جلد : 1  صفحه : 171


ورابطة الدم وانسكاب الحيرة في الكوفة ، يستلزم أن تتحول المزايا الأدبية من الحيرة إلى الكوفة ، كما أنها ولا شك تحولت على مثل هذا من الكوفة إلى النجف ، فتكون الحيرة قد انسكبت في الكوفة والكوفة قد انسكبت في النجف ، وعليه فإن خد العذراء الذي من أساريره اليوم مدينة النجف ، وفي جنوبها على عشرة أميال الحيرة ، وفي شرقيها على خمسة أميال الكوفة ، كان ولا يزال محطة الأدب العالي للعروبة .
كانت مدرسة الكوفة على عهد المتنبي عربية محضة ، تعرف ذلك جيداً من كتاب ابن النديم ( الفهرست ) فقد كان ابن النديم معاصراً للمتنبي ( 1 ) وتأخر عنه قليلا ، وأن كتابه هذا خير دليل على لون الحركة الفكرية في الكوفة أيام المتنبي ، تجده يخبرك عن الأقلام العربية وآثارها في الكوفة ( 2 ) .
في هذه المدرسة العربية تثقّف المتنبي ثقافة عربية بحتة ، دخل وهو صبي كتاتيب الأشراف ، وبعد أن تخرج منها انخرط في صفوف الجامعة الأدبية في الكوفة ، وهي تلك الحلقات والمجالس العلمية الأدبية التي كانت تنعقد في مسجد الكوفة وفي الضاحية ، وقرأ على أئمة الأدب العربي ، وتوفر بالاطلاع على أخبار العرب ومنازلهم ومياههم ، أمّا مبلغه في اللغة فتشهد له أولا المجموعة الغالية التي اشتمل عليها ديوانه ، وثانياً ملحه ونوادره المروية في مجالس علماء اللغة ، ومنها شهادة أبي علي ( 3 ) عندما استجوبه عن الجموع على وزن فعلى .
وأمّا خبرته بمنازل العرب ومياههم ، فتشهد له قصيدته المقصورة ، فقد اشتملت تلك القصيدة على كثير من المنازل والمياه التي سلكها عند رحلته من مصر ، وأن الطريق التي سلكها وذكرها في مقصورته طريق غير مسلوكة لا يتغلغل فيها وينفذ منها إلاّ الخريت .


1 - هو أبو الطيب أحمد بن الحسين بن الحسن الجعفي الكندي المتنبي ، ولد سنة 303 وقتل في رمضان سنة 354 ، وراجع ترجمته في : الأنساب للسمعاني : 5 / 192 ، تاريخ بغداد : 4 / 324 ، لسان الميزان : 1 / 159 رقم 512 . 2 - راجع : الفهرست لابن النديم البغدادي : 102 - 123 ، الفن الثاني من المقالة الثانية ، في أخبار النحويين واللغويين الكوفيين . 3 - أي أبي علي الفارسي .

171

نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي    جلد : 1  صفحه : 171
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست