نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 149
وافق إبلها من البلدان . فكتب إليه عمر : أن ابعث سلمان وحذيفة رائدين ، فليرتادا منزلا برياً بحرياً ليس بيني وبينكم فيه بحر ولا جسر . فأرسلهما سعد فخرج سلمان حتى أتى الأنبار ، فسار في غربي الفرات لا يرضى شيئاً حتى أتى الكوفة ، وسار حذيفة في شرقي الفرات لا يرضى شيئاً حتى أتى الكوفة - وكل رملة وحصباء مختلطين فهو كوفة - فأتيا عليها ، وفيها ديرات ثلاث : دير حرقة ، ودير أم عمرو ، ودير سلسلة ، وخصاص خلال ذلك فأعجبتهما البقعة فنزلا فصليا ودعوا الله تعالى أن يجعلها منزل الثبات ، فلمّا رجعا إلى سعد بالخبر وقدم كتاب عمر إليه أيضاً ، كتب سعد إلى القعقاع بن عمرو وعبد الله بن المعتم : أن يستخلفا على جندهما ويحضرا عنده . ففعلا ، فارتحل سعد من المدائن حتى نزل الكوفة في المحرم سنة سبع عشرة ، وكان بين نزول الكوفة ووقعة القادسية سنة وشهران ، وكان فيما بين قيام عمر واختطاط الكوفة ثلاث سنين وثمانية أشهر ، ولمّا نزلها سعد كتب إلى عمر : إني قد نزلت بالكوفة منزلا فيما بين الحيرة والفرات برياً وبحرياً تنبت الحلفاء والنصي وخيرت المسلمين بينها وبين المدائن ، فمن أعجبه المقام بالمدائن تركته فيها كالمسلحة ، ولمّا استقروا بها عرفوا أنفسهم ورجع إليهم ما كانوا فقدوا من قوتهم . واستأذن أهل الكوفة في بنيان القصب ، واستأذن فيه أهل البصرة أيضاً ، واستقر منزلهم فيها في الشهر الذي نزل فيه أهل الكوفة بعد ثلاث نزلات قبلها . فكتب إليهم : أن العسكر أشدّ لحربكم وأذكر لكم وما أحب أن أخالفكم . فابتنى أهل المصرين بالقصب ، ثم إن الحريق وقع في الكوفة والبصرة وكانت الكوفة أشدّ حريقاً في شوال ، فبعث سعد نفراً منهم إلى عمر يستأذنونه في البنيان باللبن ، فقدموا عليه بخبر الحريق واستئذانه أيضاً فقال : افعلوا ولا يزيدن أحدكم على ثلاثة أبيات ولا تطاولوا في البنيان والزموا السنّة تلزمكم الدولة . فرجع القوم إلى الكوفة بذلك ، وكتب عمر إلى البصرة بمثل ذلك ، وكان على تنزيل الكوفة أبو هياج بن مالك ، وعلى تنزيل البصرة عاصم بن دلف أبو الجرباء ، وقدر المناهج أربعين ذراعاً وما بين ذلك عشرين ذراعاً ، والأزقة سبعة أذرع والقطائع ستين ذراعاً .
149
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 149