نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 144
وقال أيضاً : قالوا : وكتب عمر إلى سعد بن مالك وإلى عتبة بن غزوان : أن يتربعا بالناس في كل حين ربيع في أطيب أرضهم ، وأمر لهم بمعاونهم في الربيع من كل سنة ، وباعطائهم في المحرم من كل سنة ، وبفيئهم عند طلوع الشعرى في كل سنة ، وذلك عند إدراك الغلاّت ، وأخذوا قبل نزول الكوفة عطاءين . وقال أيضاً : لمّا نزل سعد الكوفة كتب إلى عمر : إني قد نزلت بكوفة منزلا بين الحيرة والفرات ، برياً وبحرياً ينبت الحلي والنصي ، وخيّرت المسلمين بالمدائن فمن أعجبه المقام فيها تركته فيها كالمسلحة ، فبقي أقوام من الأفناء وأكثرهم بنو عبس . وقال أيضاً : لمّا نزل أهل الكوفة الكوفة واستقرت بأهل البصرة الدار ، عرف القوم أنفسهم وثاب إليهم ما كانوا فقدوا ، ثم إن أهل الكوفة استأذنوا في بنيان القصب واستأذن فيه أهل البصرة . فقال عمر : العسكر أجدّ لحربكم وأذكى لكم وما أحب أن أخالفكم وما القصب ؟ قالوا : العكرش إذا روي قصب فصار قصباً . قال : فشأنكم . فابتنى أهل المصرين بالقصب ، ثم إن الحريق وقع بالكوفة وبالبصرة وكان أشدهما حريقاً الكوفة ، فاحترق ثمانون عريشاً ولم يبق فيها قصبة في شوال ، فما زال الناس يذكرون ذلك ، فبعث سعد منهم نفراً إلى عمر يستأذنون في البناء باللبن فقدموا عليه بالخبر عن الحريق وما بلغ منهم وكانوا لا يدعون شيئاً ولا يأتونه إلاّ وآمروه فيه . فقال : افعلوا ولا يزيدن أحدكم على ثلاث أبيات ، ولا تطاولوا في البنيان ، والزموا السنّة تلزمكم الدولة . فرجع القوم إلى الكوفة بذلك ، وكتب عمر إلى عتبة وأهل البصرة بمثل ذلك وعلى تنزيل أهل الكوفة أبو الهياج بن مالك وعلى تنزيل أهل البصرة عاصم بن الدلف أبو الجرباء . قال : وعهد عمر إلى الوفد وتقدم إلى الناس أن لا يرفعوا بنياناً فوق القدر . قالوا : وما القدر ؟
144
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 144