نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 142
بالسلطان ( 1 ) . وقال : حدثنا أبو نصر التمار ، قال : حدثنا شريك بن عبد الله بن أبي شريك العامري ، عن جندب عن سلمان - الفارسي - قال : الكوفة قبة الإسلام يأتي على الناس زمان لا يبقى مؤمن إلاّ وهو بها أو يهوى قلبه إليها ( 2 ) . وقال ابن جرير الطبري في التاريخ الكبير في حوادث سنة 17 : كتب عمر إلى سعد : أنبئني ما الذي غيّر ألوان العرب ولحومهم . فكتب إليه : إن العرب خددهم وكفى ألوانهم وخومة المدائن ودجلة . فكتب إليه : إن العرب لا يوافقها إلاّ ما وافق إبلها من البلدان ، فابعث سلمان رائداً وحذيفة - وكانا رائدي الجيش - فيرتادا منزلا برياً بحرياً ليس بيني وبينكم فيه بحر ولا جسر . ولم يكن بقي من أمر الجيش شيء إلاّ وقد أسنده إلى رجل ، فبعث سعد حذيفة وسلمان ، فخرج سلمان حتى يأتي الأنبار فسار في غربي الفرات لا يرضى شيئاً حتى أتى الكوفة - والكوفة على حصباء ، وكل رملة حمراء يقال لها : سهلة ، وكل حصباء ورمل هكذا مختلطين ، فهو كوفة - فأتيا عليها وفيها ديرات ثلاثة : دير حرقة ، ودير أم عمرو ، ودير سلسلة ، وخصاص خلال ذلك فأعجبتهما البقعة فنزلا فصليا ، وقال كل واحد منهما : اللهم ربّ السماء وما أظلت وربّ الأرض وما أقلت والريح وما ذرت والنجوم وما هوت والبحار وما جرت والشياطين وما أضلت والخصاص وما أجنت ، بارك لنا في هذه الكوفة واجعله منزل ثبات . وكتب إلى سعد بالخبر ( 3 ) . وقال أيضاً : لمّا هزم الناس يوم جلولاء رجع سعد بالناس ، فلمّا قدم عمار خرج بالناس إلى المدائن فاجتووها قال عمار : هل يصلح بها الإبل ؟ قالوا : لا ، إن بها البعوض . قال : قال عمر : إن العرب لا تصلح بأرض لا يصلح بها الإبل . قال : فخرج عمار بالناس حتى نزل الكوفة .