responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي    جلد : 1  صفحه : 237


الخط العربي أو الخط الكوفي تاريخه :
ليس في آثار العرب ما يدل على أنهم كانوا يعرفون الكتابة إلاّ قبيل الإسلام ، مع أنهم كانوا محاطين شمالا وجنوباً بأمم من العرب ، خلفوا نقوشاً كتابية كثيرة ، وأشهر تلك الأمم : حمير في اليمن كتبوا بالحرف المسند ، والأنباط في الشمال كتبوا بالحرف النبطي ، وآثارهم باقية إلى هذه الغاية في ضواحي حوران والبلقاء ، والسبب في ذلك : أن الحجازيين أو عرب مضر ، كانت البداوة غالبة على طباعهم والكتابة من الصنائع الحضرية ، على أن بعض الذين رحلوا منهم إلى العراق أو الشام قبل الإسلام ، تخلقوا بأخلاق الحضر واقتبسوا الكتابة منهم على سبيل الاستعارة ، فعادوا وبعضهم يكتب العربية بالحرف النبطي أو العبراني أو السرياني ، ولكن النبطي والسرياني ظل عندهم إلى ما بعد الفتوح الإسلامية ، فتخلف عن الأول الخط النسخي - الدارج - وعن الثاني الخط الكوفي ، نسبة إلى مدينة الكوفة ، وكان الخط الكوفي يسمّى قبل الإسلام الحيري ، نسبة إلى الحيرة وهي مدينة عرب العراق قبل الإسلام ، وابتنى المسلمون الكوفة بجوارها .
ومعنى ذلك : أن السريان في العراق كانوا يكتبون ببضعة أقلام من الخط السرياني ، في جملتها قلم يسمّونه السطر نجيلي ، كانوا يكتبون به الأسفار النصرانية فاقتبسه العرب في القرن الأول قبل الإسلام ، وكان من أسباب تلك النهضة عندهم ، وعنه تخلّف الخط الكوفي وهما متشابهان إلى الآن .
واختلفوا في مَن نقله إلى بلاد العرب ، والأشهر أن أهل الأنبار نقلوه ، وذلك أن رجلا منهم اسمه : بشر بن عبد الملك الكندي ، أخو أكيدر بن عبد الملك صاحب دومة الجندل ، تعلّم هذا الخط من الأنبار وخرج إلى مكة فتزوج الصهباء بنت حرب ابن أمية أخت أبي سفيان والد معاوية ، فعلّم جماعة من أهل مكة فكثر من يكتب بمكة من قريش ( 1 ) عند ظهور الإسلام ، ولذلك توهم بعضهم أن أول من نقل الخط


1 - المزهر : 2 / 177 .

237

نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي    جلد : 1  صفحه : 237
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست