نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 121
نقل الحجر الأسود من مكة إلى الكوفة روى المجلسي في البحار : عن الأصبغ بن نباتة ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) رواية منها : « يا أهل الكوفة لقد حباكم الله عزّوجلّ بما لم يحب به أحداً ، ففضل مصلاّكم بيت آدم و ( بيت ) نوح وبيت إدريس ومصلى إبراهيم الخليل ومصلى أخي الخضر ( عليه السلام ) - إلى أن قال - : ولا تذهب الأيام والليالي حتى ينصب الحجر الأسود ، وليأتين ( عليه ) زمان يكون مصلى المهدي من ولدي » الخ ( 1 ) . قال ( رحمه الله ) في البيان : قوله : ( ولا تذهب الأيام والليالي . . . الخ : يمكن أن يكون نصب الحجر بطريق الحق من المعصوم لا عدواناً ، ويكون من خصائص زمانه ( صلى الله عليه وآله ) كأشياء كثيرة ، ويخدش فيه : أنه لم ينقل من خصائصه ذلك النقل والتحويل ، ولعل المراد : الإخبار بما وقع عدواناً زمن القرامطة ، حيث نقلوا الحجر من مكة إلى الكوفة ونصبوه في ذلك المسجد ، وكان فيه مدة مديدة حتى انقرضوا ، فنقل إلى موضعه ، واشتهر أن في نقله من مكة انكسر من ثقله كثير من الإبل ، وفي إعادته حمله بعير واحد ، وكانت الإعادة في عهد محمد بن قولويه وله قصة عجيبة ( 2 ) . وسبب نقله : أن زكرويه القرمطي ( 3 ) خرج في سنة ثلاث وتسعين ومائتين وابتدع ديناً ، ودعا الناس إليه فأجابوه وقوي أمره واستفحل ، فأخذ يقتل الناس قتلا ذريعاً حتى قتل
1 - بحار الأنوار : 97 / 389 - 390 ح 14 ، وما بين القوسين من المصدر . 2 - لم نجد هذا البيان في المصدر . 3 - زكرويه بن مهرويه القرمطي ، من زعماء القرامطة ومتألهيهم ، من أهل القطيف ، اختفى أربع سنين في أيام المعتضد العباسي فلم يظفر به ، ولما مات المعتضد أظهر نفسه واستهوى طوائف من أهل بادية العراق وبث الدعاة ، وكان أتباعه يسجدون له ويسمونه السيد والمولى ، ولم يكن يظهر لعسكره بل يسير وهو محجوب ويتولى أموره أحد ثقاته ، وأغار زكرويه على حجاج خراسان وكانوا نحو عشرين ألفاً فأفنى أكثرهم ، وانتشرت جموعه بين زبالة وفيد والنباج وحفير أبي موسى ، وانتدب المكتفي الجيوش لقتاله فأصيب في معركة بين القادسية وخفان فمات بعد أيام وحملت جثته إلى بغداد فأحرقت وأرسل رأسه إلى خراسان لئلا ينقطع أهلها عن الحج .
121
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 121