نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 106
للكوفة سوراً ( 1 ) . ثم ظهروا آل بويه فعمّروا قبر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وقبة الكاظم والجواد ( عليهم السلام ) وبنوا المساجد والجوامع ، وعملوا القنوات وجاؤا بها إلى الكوفة . وكذلك السلاطين الصفوية ، فإنهم أيضاً عمّروا المشاهد الشريفة وعملوا القناة إلى الكوفة ، وقد تقدم حديث شرف الدين الشولستاني الذي نقله المجلسي ( رحمه الله ) ( 2 ) فمن ذلك كله يتّضح لنا أن المسجد عمّر مراراً عديدة . قصر الإمارة في الكوفة لمّا أمر سعد بن أبي وقاص أبا الهيجاء الأسدي بتخطيط الكوفة سنة 17 بعد عودته من فتح المدائن وخططها وخطط المسجد الأعظم ، بنى لسعد قصراً بحياله فشيّده وجعل فيه بيت المال وسكن ناحيته ، ثم إن بيت المال نقب عليه نقباً وأخذ من المال ، فكتب سعد بذلك إلى عمر ، فكتب إليه عمر : أن انقل المسجد حتى تضعه إلى جنب الدار ، واجعل الدار قبلته ، فإن للمسجد أهلا بالنهار وبالليل وفيهم حصن لمالهم . فنقل المسجد وأراغ بنيانه ، فقال دهقان من أهل همذان يقال له : روز به بن بزرجمهر : أنا أبنيه لك وأبني لك قصراً فأصلهما ويكون بنياناً واحداً . فخط قصر الكوفة على ما خط عليه ثم أنشأه من نقض آجر قصر كان للأكاسرة في ضواحي الحيرة على مساحته ولم يسمح به ، ووضع المسجد بحيال بيوت الأموال منه إلى منتهى القصر يمنة عن القبلة ، ثم مدّ به عن يمين ذلك إلى منقطع رحبة عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، والرحبة قبلته ، ثم مدّ به فكانت قبلة المسجد إلى الرحبة وميمنة القصر . فكان يعرف بقصر سعد وبقصر الإمارة وبدار الإمارة ، وكان منزلا خاصاً للخلفاء والملوك والأمراء بعد سعد ، وتكون به مؤامراتهم ومشاوراتهم ، وأعظم مجتمع لهم ولبطانتهم ، وأحكم حصن لهم إذا اعترتهم الكوارث وألجأتهم الظروف عند
1 - الكامل في التاريخ : 6 / 5 . 2 - راجع ص 43 .
106
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 106