نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 107
الحوادث والحروب ، فلم يزل على بنائه وإحكامه حتى هدمه عبد الملك بن مروان تشأماً به ( 1 ) . قال القاضي الديار بكري المالكي المتوفى سنة 966 في تاريخ الخميس : في سنة 71 هدم عبد الملك بن مروان قصر الإمارة بالكوفة ، وسببه أنه جلس ووضع رأس مصعب بين يديه ، فقال له عبد الملك بن عمير : يا أمير المؤمنين جلست أنا وعبيد الله بن زياد في هذا المجلس ورأس الحسين بين يديه ، ثم جلست أنا والمختار بن أبي عبيد فإذا رأس عبيد الله بن زياد بين يديه ، ثم جلست أنا ومصعب هذا فإذا رأس المختار بين يديه ، ثم جلست مع أمير المؤمنين فإذا رأس مصعب بين يديه ، وأنا أعيذ أمير المؤمنين من شرّ هذا المجلس . فارتعد عبد الملك وقام من فوره وأمر بهدم القصر ( 2 ) . وفي تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي : قال عبيد بن عمير : لقد رأيت في هذا القصر عجباً - يعني قصر الكوفة - رأيت رأس الحسين بين يدي ابن زياد موضعاً ، ثم رأيت رأس ابن زياد بين يدي المختار موضعاً ، ثم رأيت رأس المختار بين يدي مصعب بن الزبير ، ثم رأيت مصعب بن الزبير بين يدي عبد الملك بن مروان . قيل له : فكم كانت المدة ؟ فقال : مقدار ثلاث سنين ، فأف لدنياً تنتهي إلى هذا ( 3 ) . وفي الصواعق المحرقة : ومن عجيب الاتفاق قول عبد الملك بن عمير : دخلت قصر الإمارة بالكوفة على ابن زياد والناس عنده سماطان ، ورأس الحسين على ترس عن يمينه ، ثم دخلت على المختار فيه فوجدت رأس ابن زياد وعنده الناس كذلك ، ثم دخلت على مصعب بن الزبير فيه فوجدت رأس المختار عنده كذلك ، ثم دخلت على عبد الملك بن مروان فيه فوجدت عنده رأس مصعب كذلك ، فأخبرته بذلك . فقال : لا أراك الله الخامس . ثم أمر بهدمه ( 4 ) .