responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الطبري نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 475


هذا جرجيس كلمتهم امرأة الملك وذلك حين كشفت لهم ايمانها وباينتهم بدينها وعددت عليهم أفعال جرجيس والعبر التي أراهم وقالت لهم ما تنتظرون من هذا الرجل إلا دعوة فيخسف بكم الأرض فتهلكوا كما هلكت أصنامكم الله الله أيها القوم في أنفسكم فقال لها الملك ويحا لك اسكندرة ما أسرع ما أضلك هذا الساحر في ليلة واحدة وأنا أقاسيه منذ سبع سنين فلم يطق منى شيئا قالت له أفما رأيت الله كيف يظفره بك ويسلطه عليك فيكون له الفلح والحجة عليك في كل موطن فأمر بها عند ذلك فحملت على خشبة جرجيس التي كان علق عليها فعلقت بها وجعلت عليها الأمشاط التي جعلت على جرجيس فلما ألمت وجع العذاب قالت ادع ربك يا جرجيس يخفف عنى فانى قد ألمت العذاب فقال انظري فوقك فلما نظرت ضحكت فقال لها ما الذي يضحكك قالت أرى ملكين فوقى معهما تاج من حلى الجنة ينتظران به روحي أن تخرج فإذا خرجت زيناها بذلك التاج ثم صعدا بها إلى الجنة فلما قبض الله روحها أقبل جرجيس على الدعاء فقال اللهم أنت الذي أكرمتني بهذا البلاء لتعطيني به فضائل الشهداء اللهم فهذا آخر أيامى الذي وعدتني فيه الراحة من بلاء الدنيا اللهم فانى أسألك أن لا تقبض روحي ولا أزول من مكاني هذا حتى ينزل بهذا القوم المتكبرين من سطواتك ونقمتك مالا قبل لهم به وما تشفى به صدري وتقر به عيني فإنهم ظلموني وعذبوني اللهم وأسألك أن لا يدعو بعدي داع في بلاء ولا كرب فيذكرني ويسألك باسمي إلا فرجت عنه ورحمته وأجبته وشفعتني فيه فلما فرغ من هذا الدعاء أمطر الله عليهم النار فلما احترقوا عمدوا إليه فضربوه بالسيوف غيظا من شدة الحريق ليعطيه الله تعالى بالقتلة الرابعة ما وعده فلما احترقت المدينة بجميع ما فيها وصارت رمادا حلها الله من وجه الأرض حتى أقلها ثم جعل عاليها سافلها فلبثت زمانا من الدهر يخرج من تحتها دخان منتن لا يشمه أحد إلا سقم سقما شديدا إلا أنها أسقام مختلفة لا يشبه بعضها بعضا فكان جميع من آمن بجرجيس وقتل معه أربعة وثلاثين ألفا وامرأة الملك رحمهم الله ( ونرجع الآن ) إلى ذكر الخبر عن

475

نام کتاب : تاريخ الطبري نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 475
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست