responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الطبري نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 474


في بيتها هل علمت أن جرجيس قد فتن بعدك وأصغى إلى الدنيا وأطمعه الملك في ملكه وقد خرج به إلى بيت أصنامه ليسجد لها فخرجت العجوز في أعراضهم تحمل ابنها على عاتقها وتوبخ جرجيس الناس مشتغلون عنها فلما دخل جرجيس بيت الأصنام ودخل الناس معه نظر فإذا العجوز وابنها على عاتقها أقرب الناس منه مقاما فدعا ابن العجوز باسمه فنطق بإجابته وما تكلم قبل ذلك قط ثم اقتحم عن عاتق أمه يمشى على رجليه سويتين وما وطئ الأرض قبل ذلك قط بقدميه فلما وقف بين يدي جرجيس قال اذهب فادع لي هذه الأصنام وهى حينئذ على منابر من ذهب واحد وسبعون صنما وهم يعبدون الشمس والقمر معها فقال له الغلام كيف أقول للأصنام قال تقول لها إن جرجيس يسألك ويعزم عليك بالذي خلقك إلا جئته فلما قال لها الغلام ذلك أقبلت تدحرج إلى جرجيس فلما انتهت إليه ركض الأرض برجله فخسف بها وبمنابرها وخرج إبليس من جوف صنم منها هاربا فرقا من الخسف فلما مر بجرجيس أخذ بناصيته فخضع له برأسه وعنقه وكلمه جرجس فقال له أخبرني أيتها الروح النجسة والخلق الملعون ما الذي يحملك على أن تهلك نفسك وتهلك الناس معك وأنت تعلم أنك وجندك تصيرون إلى جنهم فقال له إبليس لو خيرت بين ما أشرقت عليه الشمس وأظلم عليه الليل وبين هلكة بني آدم وضلالتهم أو واحد منهم طرفة عين لاخترت طرفة العين على ذلك كله وإنه ليقع لي من الشهوة في ذلك واللذة مثل جميع ما يتلذذ به جميع الخلق ألم تعلم يا جرجيس ان الله أسجد لأبيك آدم جميع الملائكة فسجدوا له جبريل وميكائيل وإسرافيل وجميع الملائكة المقربين وأهل السماوات كلهم وامتنعت من السجود فقلت لا أسجد لهذا الخلق وأنا خير منه فلما قال هذا خلاه جرجيس فما دخل إبليس منذ يومئذ جوف صنم مخافة الخسف ولا يدخله بعدها فيما يذكرون أبدا وقال الملك يا جرجيس خدعتني وغررتني وأهلكت آلهتي فقال له جرجيس انما فعلت ذلك عمدا لتعتبر ولتعلم أنها لو كانت آلهة كما تقول إذا لامتنعت منى فكيف ثقتك ويلك بآلهة لم تمنع أنفسها منى وانما أنا مخلوق ضعيف لا أملك الا ما ملكني ربى قال فلما قال

474

نام کتاب : تاريخ الطبري نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 474
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست