responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الطبري نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 45


من خلقه غير آدم خلق شمسين من نور عرشه فاما ما كان في سابق علمه أنه يدعها شمسا فإنه خلقها مثل الدنيا ما بين مشارقها ومغاربها وأما ما كان في سابق علمه أنه يطمسها ويحولها قمرا فإنه دون الشمس في العظم ولكن إنما يرى صغرهما من شدة ارتفاع السماء وبعدها من الأرض قال فلو ترك الله الشمسين كما كان خلقهما في بدء الامر لم يكن يعرف الليل من النهار ولا النهار من الليل وكان لا يدرى الأجير إلى متى يعمل ومتى يأخذ أجره ولا يدرى الصائم إلى متى يصوم ولا تدرى المرأة كيف تعتد ولا يدرى المسلمون متى وقت الحج ولا يدرى الديان متى تحل ديونهم ولا يدرى الناس متى ينصرفون لمعايشهم ومتى يسكنون لراحة أجسادهم وكان الرب عز وجل أنظر لعباده وأرحم بهم فأرسل جبرائيل عليه السلام فأمر جناحه على وجه القمر وهو يومئذ شمس ثلاث مرات فطمس عنه الضوء وبقى فيه النور فذلك قوله عز وجل ( وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة ) قال فالسواد الذي ترونه في القمر شبه الخطوط فيه فهو أثر المحو ثم خلق الله للشمس عجلة من ضوء نور العرش لها ثلثمائة وستون عروة ووكل بالشمس وعجلتها ثلثمائة وستين ملكا من الملائكة من أهل السماء الدنيا قد تعلق كل ملك منهم بعروة من تلك العرى ووكل بالقمر وعجلته ثلثمائة وستين ملكا من الملائكة من أهل السماء قد تعلق بكل عروة من تلك العرى ملك منهم ثم قال وخلق الله لهما مشارق ومغارب في قطري الأرض وكنفي السماء ثمانين ومائة عين في المغرب طينة سوداء فذلك قوله عز وجل ( وجدها تغرب في عين حمئة ) إنما هي حمئة سوداء من طين وثمانين ومائة عين في المشرق مثل ذلك طينة سوداء تفور غليا كغلى القدر إذا ما اشتد غليها قال فكل يوم وليلة لها مطلع جديد ومغرب جديد ما بين أولها مطلعا وآخرها مغربا أطول ما يكون النهار في الصيف إلى آخرها مطلعا وأولها مغربا أقصر ما يكون النهار في الشتاء فذلك قوله تعالى ( رب المشرقين ورب المغربين ) يعنى آخرها ههنا وآخرها ثم وترك ما بين ذلك من المشارق والمغارب ثم جمعهما فقال ( رب

45

نام کتاب : تاريخ الطبري نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 45
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست