مقدار ثلاث ليال ثم لا تكسى ضوءا وتؤمر أن تطلع من مغربها فذلك قوله عز وجل ( إذ الشمس كورت ) قال والقمر كذلك في مطلعه ومجراه في أفق السماء ومغربه وارتفاعه إلى السماء السابعة العليا ومحبسه تحت العرش وسجوده واستئذانه ولكن جبرائيل عليه السلام يأتيه بالحلة من نور الكرسي قال فذلك قوله عز وجل ( جعل الشمس ضياء والقمر نورا ) قال أبو ذر ثم عدلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلينا المغرب ، فهذا الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينبئ أن سبب اختلاف حالة الشمس والقمر إنما هو أن ضوء الشمس من كسوة كسيتها من ضوء العرش وأن نور القمر من كسوة كسيها من نور الكرسي * فاما الخبر الآخر الذي يدل على غير هذا المعنى فما حدثني محمد بن أبي منصور قال حدثنا خلف بن واصل قال حدثنا أبو نعيم عن مقاتل بن حيان عن عكرمة قال بينا ابن عباس ذات يوم جالس إذ جاءه رجل فقال يا ابن عباس سمعت العجب من كعب الحبر يذكر في الشمس و القمر قال وكان متكئا فاحتفز ثم قال وما ذاك ؟ قال زعم أنه يجاء بالشمس و القمر يوم القيامة كأنهما ثوران عقيران فيقذفان في جهنم قال عكرمة فطارت من ابن عباس شفة ووقعت أخرى غضبا ثم قال كذب كعب كذب كعب كذب كعب ثلاث مرات بل هذه يهودية يريد ادخالها في الاسلام ، الله أجل وأكرم من أن يعذب على طاعته ، ألم تسمع قول الله تبارك وتعالى ( وسخر لكم الشمس والقمر دائبين ) إنما يعنى دؤوبهما في الطاعة فكيف يعذب عبد ين يثنى عليهما إنهما دائبان في طاعته قاتل الله هذا الحبر وقبح حبريته ، ما أجرأه على الله وأعظم فريته على هذين العبدين المطيعين لله ، قال ثم استرجع مرارا وأخذ عويدا من الأرض فجعل ينكته في الأرض فظل كذلك ما شاء الله ثم إنه رفع رأسه ورمى بالعويد فقال ألا أحدثكم بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الشمس والقمر وبدء خلقهما ومصير أمرهما ؟ فقلنا بلى رحمك الله فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن ذلك فقال إن الله تبارك وتعالى لما أبرم خلق إحكاما فلم يبق