الواحد منهم في الحرب بمائة رجل وأوطن بابل وأكثر المقام بالسوس وتزوج من سبى بني إسرائيل امرأة يقال لها اشتر ابنه " أبى " جاويل كان رباها ابن عم لها يقال له مردخى وكان أخاها من الرضاعة لان أم مردخى أرضعت اشتر وكان السبب في تزوجه إياها قتله امرأة كانت له جليلة جميلة خطيرة يقال لها وشتا فأمرها بالبروز ليراها الناس ليعرفوا جلالتها وجمالها فامتنعت من ذلك فقتلها فلما قتلها جزع لقتلها جزعا شديدا فأشير عليه باعتراض نساء العالم ففعل ذلك وحببت إليه اشتر صنعا لبنى إسرائيل فتزعم النصارى انها ولدت له عند مسيره إلى بابل ابنا فسماه كيرش وأن ملك اخشويرش كان أربع عشرة سنة وقد علمه مردخى التوراة ودخل في دين بني إسرائيل وفهم عن دانيال النبي صلى الله عليه وسلم ومن كان معه حينئذ مثل حننيا وميشايل وعازريا فسألوه بأن يأذن لهم في الخروج إلى بيت المقدس فأبى وقال لو كان معي منكم ألف نبي ما فارقني منكم واحد ما دمت حيا وولى دانيال القضاء وجعل إليه جميع أمره وأمره أن يخرج كل شئ في الخزائن مما كان بختنصر أخذه من بيت المقدس ويرده وتقدم في بناء بيت المقدس فبنى وعمر في أيام كيرش بن اخشويرش وكان ملك كيرش مما دخل في ملك بهمن وخمانى اثنتين وعشرين سنة * ومات بهمن لثلاث عشرة سنة مضت من ملك كيرش وكان موت كيرش لأربع سنين مضين من ملك خمانى فكان جميع ملك كيرش بن اخشويرش اثنتين وعشرين سنة * فهذا ما ذكر أهل السير والاخبار في أمر بختنصر وما كان من أمره وأمر بني إسرائيل * وأما السلف من أهل العلم فإنهم قالوا في أمرهم أقوالا مختلفة فمن ذلك ما حدثني القاسم بن الحسن قال حدثنا الحسين قال حدثني حجاج عن ابن جريج قال حدثني يعلى بن مسلم عن سعيد بن جبير أنه سمعه يقول كان رجل من بني إسرائيل يقرأ حتى إذا بلغ بعثنا عليكم عبادا لنا أولى بأس شديد بكى وفاضت عيناه ثم أطبق المصحف فقال ذلك ما شاء الله من الزمان ثم قال أي رب أرنى هذا الرجل الذي جعلت هلاك بني إسرائيل على يديه فأرى في المنام مسكينا