ببابل إلى أن رجعوا إلى بيت المقدس فكان غلبة بختنصر المسمى بخترشه على بيت المقدس إلى أن مات في قول هذا الذي حكينا قوله أربعين سنة ثم قام من بعده ابن يقال له أو لمرودخ فملك الناحية ثلاثا وعشرين سنة ثم هلك وملك مكانه ابن يقال له بلتشصر بن أولمرودخ سنه فلما ملك بلتشصر خلط في أمره فعزله بهمن وملك مكانه على بابل وما يتصل بها من الشأم وغيرها داريوش الماذوى المنسوب إلى ماذى بن يافث بن نوح صلى الله عليه وسلم حين صار إلى المشرق فقتل بلتشصر وملك بابل وناحية الشأم ثلاث سنين ثم عزله بهمن وولى مكانه كيرش الغيلمي من ولد غيلم بن سام بن نوح الذي كان نزع إلى جامر مع ماذى عندما مضى جامر إلى المشرق فلما صار الامر إلى كيرش كتب بهمن أن يرفق ببنى إسرائيل ويطلق لهم النزول حيث أحبوا والرجوع إلى أرضهم وأن يولى عليهم من يختارونه فاختاروا دانيال النبي عليه السلام فولى أمرهم وكان ملك كيرش على بابل وما يتصل بها ثلاث سنين فصارت هذه السنون من وقت غلبة بختنصر إلى انقضاء أمره وأمر ولده وملك كيرش الغيلمي معدودة من خراب بيت المقدس منسوبة إلى بختنصر ومبلغها سبعون سنة ثم ملك بابل وناحيتها من قبل بهمن رجل من قرابته يقال له اخشوارش بن كيرش بن جاماسب الملقب بالعالم من الأربعة الوجوه الذي اختارهم بخترشه عند توجههم إلى الشام من قبل بهمن وذلك إن اخشوارش انصرف إلى بهمن من عند بختنصر محمودا ولاه ذلك الوقت بابل وناحيتها وكان السبب في ولايته فيما زعم أن رجلا كان يتولى لبهمن ناحية السند والهند يقال له كراردشير بن دشكال خالفه ومعه من الاتباع ستمائة ألف فولى بهمن اخشويرش الناحية وأمره بالمسير إلى كراردشير ففعل ذلك وحاربه فقتله وقتل أكثر أصحابه فتابع له بهمن الزيادة في العمل وجمع له طوائف من البلاد فلزم السوس وجمع الاشراف وأطعم الناس اللحم وسقاهم الخمر وملك بابل إلى ناحية الهند والحبشة وما يلي البحر وعقد لمائة وعشرين قائدا في يوم واحد الألوية وصير تحت يد كل قائد ألف رجل من أبطال الجند الذين يعدل