أوضح السّبل و بيّن السّبيلين و المصيرين ، و جعل إحدى الدّارين ثوابا لمن آمن و اهتدى و اطاع و اتّقى و نهى النفس عن الهوى و صدّق الحسنى ، و الآخرة عقابا لمن اعرض و تولَّى و جمع فأوعى و كذّب بالحسنى و آثر الحيوة الدّنيا فانّ الجحيم هى المأوى ، و امّا من خاف مقام ربّه و نهى النّفس عن الهوى ، فانّ الجنّة هى المأوى ، قضى بعلمه و دبّر بحكمه فما قضى حقّ و ما حكم عدل و ما قال فضل حجّته البالغة و كلمته العالية ، و العاقبة للمتقين ، و النصرة للصابرين و الزيادة للشاكرين و المحبة للمطيعين ، و له الحمد اضعاف حمد الحامدين و شكر الشاكرين .
ستايش الامير ابى صالح منصور بن نوح و قد كان الله تعالى جعل الامير السيّد الملك المظفّر ابى صالح منصور بن نوح بن احمد بن اسماعيل بن احمد بن سامان بن ساسك بن بهرام الشوبينه الرازى الاصفهبد المرزبان رضى الله عنهم اجمعين أقام على إدمان النظر فى هذا الكتاب و ثابر على الاستعارة منه حتى اجتمعت له المناهج المجتمعة فيه و خرج امره العالى و لا زالت كذلك على لسان امينه و خاصّته ابى الحسن الفائق الخاصة الَّتى امر فى سنة اثنين و خمسين و ثلثمائة بترجمة هذا الكتاب المنسوب الى محمّد بن جرير الطبرى صاحب التفسير المنعوت بكتاب التاريخ المشتمل علم الأوّلين [ و ] اخبار الماضين بالاقتصار فيه على متون الاخبار دون الاسانيد و تهذيبها عما فى هذا الكتاب من الاعادات و التطويل فى سياقة قصّة كل نبى و ملك و حبر كل خبر على وجهه و رسمه و بعد ذلك فقد ترجمته بلغة الفارسيّة الدريّة ليشترك فى قراءته و معرفته علم الرعيّة و السلطان و يسهل على من ينظر فيه و قال الله عزّ و جلّ : * ( وَما أَرْسَلْنا من رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِه 14 : 4 ) * ، فجعل لكل قوم من رسولهم بلسانهم و على لغتهم و انا اترجم هذا الكتاب اقابله بالتفسير الكبير و اقدم و اؤخر من القصص ما يجب تقديمه و تأخيره حتى اسوق كل قصّة على وجهها و اسرد كل خبر على سبيله و اقرن كل شىء بشكله و اجمعه على نوعه و مثله و أبوّب الكتاب باخبار الانبياء و الملوك و اؤرخه باسماء الازمنة و الاوقات و قابلت كتابى هذا مع آيات القرآن و اخبار الرسول عليه السّلام و

2