نام کتاب : تاريخ الخلفاء نویسنده : جلال الدين السيوطي جلد : 1 صفحه : 461
وفي سنة خمسمائة أخذت قلعة أصبهان التي ملكها الباطنية وهدمت وقتلوا وسلخ كبيرهم وحشى جلده تبنا فعل ذلك السلطان محمد بعد حصار شديد فالله الحمد . وفي سنة إحدى وخمسمائة رفع السلطان الضرائب والمكوس ببغداد وكثر الدعاء له وزاد في العدل وحسن السيرة . وفي سنة اثنتين عادت الباطنية فدخلوا شيزر على حين غفلة من أهلها فملكوها وملكوا القلعة وأغلقوا الأبواب وكان صاحبها خرج يتنزه فعاد وأبادهم في الحال وقتل فيها شيخ الشافعية الروياني صاحب البحر قتله الباطنية في بغداد كما تقدم وفي سنة ثلاث أخذت الفرنج طرابلس بعد حصار سنين . وفي سنة أربع عظم بلاء المسلمين بالفرنج وتيقنوا استيلاءهم على أكثر الشام وطلب المسلمون الهدنة فامتنعت الفرنج وصالحوهم بألوف دنانير كثيرة فهادنوهم ثم غدروا لعنهم الله . وفيها هبت بمصر ريح سوداء مظلمة أخذت بالأنفاس حتى لا يبصر الرجل يده ونزل على الناس رمل وأيقنوا بالهلاك ثم تجلى قليلا وعاد إلى الصفرة وكان ذلك من العصر إلى ما بعد المغرب . وفيها كانت ملحمة كبيرة بين الفرنج وبين ابن تاشفين صاحب الأندلس نصر فيها المسلمون وقتلوا وأسروا وغنموا مالا يعبر عنه وبادت شجعان الفرنج . وفي سنة سبع جاء مودود صاحب الموصل بعسكر ليقاتل ملك الفرنج الذي بالقدس فوقع بينهم معركة هائلة ثم رجع مودود إلى دمشق فصلى الجمعة يوما في الجامع وإذا بباطني وثب عليه فجرحه فمات من يومه فكتب ملك الفرنج إلى صاحب دمشق كتابا فيه : « وإن
461
نام کتاب : تاريخ الخلفاء نویسنده : جلال الدين السيوطي جلد : 1 صفحه : 461