نام کتاب : تاريخ الخلفاء نویسنده : جلال الدين السيوطي جلد : 1 صفحه : 240
منذ ولدت إلى يومي هذا حمالا ثم أوصى بنيه بتقوى الله ونهاهم عن الفرقة والاختلاف وقال كونوا بني أم بررة وكونوا في الحرب أحرارا وللمعروف منارا فإن الحرب لم تدن منية قبل وقتها وإن المعروف يبقى أدره وذكره وأحلوا في مرارة ولينوا في شدة وكونوا كما قال ابن عبد الأعلى الشيباني إن القداح إذا اجتمعن فرامها * بالكسر ذو حنق وبطش باليد عزت فلم تكسر وإن هي بددت * فالكسر والتوهين للمتبدد يا وليد اتق الله فيما أخلفك فيه إلى أن قال وانظر الحجاج فأكرمه فإنه هو الذي وطأ لكم المنابر وهو سيفك يا وليد ويدك على من ناوأك فلا تسمعن فيه قول أحد وأنت إليه أحوج منه إليك وادع الناس إذا مت إلى البيعة فمن قال برأسه هكذا فقل بسيفك هكذا وقال غيره لما احتضر عبد الملك دخل عليه ابنه الوليد فتمثل بهذا كم عائد رجلا وليس يعوده * إلا ليعلم هل يراه يموت فبكى الوليد فقال ما هذا أنحن حنين الأمة إذا أنا مت فشمر وائتزر ( 1 ) والبس جلد النمر وضع سيفك على عاتقك فمن أبدى ذات نفسه لك فاضرب عنقه ومن سكت مات بدائه ( قلت ) لو لم يكن من مساوي عبد الملك إلا الحجاج وتوليته إياه على المسلمين وعلى الصحابة رضي الله عنهم يهينهم ويذلهم قتلا وضربا وشتما وحبسا وقد قتل من الصحابة وأكابر التابعين مالا يحصى فضلا عن غيرهم وختم في عنق أنس وغيره من الصحابة ختما يريد بذلك ذلهم فلا رحمة الله ولا عفا عنه ومن شعر عبد الملك لعمري لقد عمرت في الدهر برهة * ودانت لي الدنيا بوقع البواتر
240
نام کتاب : تاريخ الخلفاء نویسنده : جلال الدين السيوطي جلد : 1 صفحه : 240