إلى أن يتصل بساحل الأندلس الذي ينتهي إلى ساحل الخليج الضيق المقابل طنجة على ما ذكرنا أنه لا يقطع بين هذا البر كله والعمائر التي وصفناها من الاسلام والروم إلى الأنهار الجارية إلى البحر إلا خليج القسطنطينية وعرضه نحو من ميل وخلجانات أخر من البحر الرومي داخلة في البر لا منفذ لها فجميع ما ذكرنا على شط هذا البحر الرومي متصل بالديار غير منفصلين بماء يمنعهم أو بحر يقطعهم إلا ما ذكرنا من لأنهار وخليج القسطنطينية ومثال هذا البحر الرومي ومثال ما ذكرنا من العمائر عليه إلى أن ينتهي إلى مبدأه الخليج الأخذ من أقنابس الذي عليه المنار النحاس ويلي الأعلام من طنجة وساحل الأندلس مثل الكرنيب فمقبضه الخليج والكرنيب على صفة البحر إلا أنه مدور الشكل لما ذكرنا من طوله قال وقد ذكر أحمد بن الطيب السرخي في رسالته في البحار والمياه والجبال عن الكندي أن بحر الروم طوله ستة آلاف ميل من بلاد صور وطرابلس وأنطاكية والمثقب وساحل المصيصة وطرسوس وقلمية إلى منار هرقل وأن أعرض موضع فيه أربع مائة ميل وقال شاهدت أرباب المراكب في البحر الرومي من الحربية والعمالة وهم النواتية وأصحاب الأرجل والرؤساء ومن يلي تدبير المراكب والحرب فيها مثل لاون المكنى بأبي الحارث غلام زرافة صاحب طرابلس الشام من ساحل دمشق وذلك بعد الثلاثمائة يعظمون طول البحر الرومي وعرضه وكثرة خلجانه وتشعبه وعلى هذا وجدت عبد الله بن وزير صاحب مدينة جبلة من ساحل حمص من أرض الشام ولم يبق في هذا الوقت وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة أبصر منه بالبحر الرومي ولا آنس به وليس فيمن يركبه من أرباب المراكب من