responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بغية الطلب في تاريخ حلب نویسنده : عمر بن أحمد العقيلي الحلبي ( ابن العديم )    جلد : 1  صفحه : 160


وبينهما قنطرة حجارة حصينة جدا على شرف من الأرض ينظر منها الجالس في مسجد الجامع بها إلى قرب البحر نحو أربعة فراسخ وجيحان يخرج من بلد الروم حتى ينتهي إلى المصيصة ثم إلى رستاق يعرف بالملون حتى يقع في بحر الروم قلت فقد ينخل من مجموع ما ذكرناه أن بناء المصيصة في الدولة الإسلامية كان لأن هرقل لما خرج عن أنطاكية إلى القسطنطينية استصحب أهل هذه البلاد وأجلوا منها ونقلهم معه وشعث هذه البلاد فإن البلاذري قال في كتابه حدثني مشايخ من أهل أنطاكية وغيرهم قالوا كانت ثغور المسلمين الشامية أيام عمر وعثمان وما بعد ذلك أنطاكية وغيرها من المدن التي سماها هارون الرشيد فكان المسلمون يغزون ما وراءها كغزو اليوم ما وراء طرسوس وكانت فيما بين إسكندرونه وطرسوس حصون ومسالح للروم كالمسالح والحصون التي يمر بها المسلمون اليوم فربما أجلاها أهلها وهربوا إلى بلاد الروم خوفا وربما نقل إليها من مقاتلة الروم من تشحن به وقد قيل إن هرقل أدخل أهل هذه المدن معه عند انتقاله من أنطاكية لئلا يسير المسلمون في عمارة ما بين أنطاكية وبلاد الروم والله أعلم قال البلاذري وحدثني ابن طيبون البغراسي عن أشياخهم أنهم قالوا الأمر المتعالم عندنا أن هرقل نقل أهل هذه الحصون معه وشعثها وكان المسلمون إذا غزوا لم يجدوا بها أحدا وربما كمن عندها القوم من الروم فأصابوا غرة المتخلفين عن العساكر والمنقطعين عنها فكان ولاة الشواتي والصوائف إذا دخلوا بلاد الروم خلفوا بها جندا كثيفا إلى خروجهم فكانت المصيصة وغيرها من الثغور الشامية خرابا بسبب ذلك فلما غزا عبد الله بن عبد الملك بنى حصن المصيصة دون مدينتها فأراد عمر بن

160

نام کتاب : بغية الطلب في تاريخ حلب نویسنده : عمر بن أحمد العقيلي الحلبي ( ابن العديم )    جلد : 1  صفحه : 160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست