انصرف حتى إذا كان بذنب ينبع [1] وجد نسوة لجهينة مجاورات في حي من بني ضمرة يقال لهم بنو عباد فقال راجزهن : ( الرجز ) - أصبح جارات بني عباد * عوانيا [2] يرسفن في الأقياد - مال بني ضمرة في الفساد قال : وورد [3] بهن الجيش ذات السليم [4] على بني صخر وقد أتى بني صخر الخبر وهم بذنب يليل [5] فاحتسبهم بنو صخر عشية وسألوهم النسوة ، فأبوا [6] فحبسوهم ليلتهم ، ولم يكن بينهم قتال واستمدت بنو صخر من حولهم من ضمرة ، فلما أصبحوا سار الجيش وأراد مكرز بن حفص إرسال النسوة ، وإن أحد بني أبي رافع إخوة البراض شد على مكرز فضرب عجز بغلته تحته بالسيف ، فرمت بمكرز وعطف عليه بعض أصحابه فاستردفه ، فألحقه ، بأصحابه وقال : ( الطويل ) - لقد علمت كعب بن ضمرة إذ غدت * سيوفهم يخضبن كفا ومفرقا - - بأني على الضراء [7] أسيت [8] مكرزا * وقد بلغت نفس الجبان المخنقا [9] - - جمعت له الرجلين ركضا إليهم * نموت جميعا أو تؤوب فنلحقا - - يقولون دعه قد أتى الموت دونه * فقلت أبيت اليوم أن نتفرقا - فعطف بنو فهر وليث والديل فرموا بني ضمرة بالنبل وضمرة حسر ،
[1] ينبع كينصر : موضع في شمال غرب مدينة على سبع مراحل منها نحو البحر فيه عيون عذاب ونخيل وزرع - معجم البلدان 8 / 526 . [2] العواني جمع العانية : الأسيرة . [3] في الأصل : وردد - بالدالين . [4] ذات السليم كزبير : موضع في ديار بني سليم بنجد - معجم البلدان 5 / 117 و 441 . [5] يليل بالياءين المثناتين المفتوحتين واللامين : قرية من أعمال المدينة قرب وادي الصفراء فيه عين كبيرة وتصب في البحر عند ينبع - معجم البلدان 8 / 514 . [6] في الأصل : فأبو . [7] الضراء : المصيبة . [8] في الأصل : أستب ، ومعنى أسيت : عاونت . [9] المخنق : الحلق .