نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 337
وقال أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود : وهو ابن أخي شعيب . ذكر ما جرى له بعد انفصاله عن مدين شعيب قال السدي [1] : * ( فَلَمَّا قَضى مُوسَى الأَجَلَ وسارَ بِأَهْلِه 28 : 29 ) * ضلّ الطريق فرأى نارا - وكان شتاء - ف * ( قال لأَهْلِه امْكُثُوا 28 : 29 ) * [2] . أخبرنا محمد بن أبي منصور الحافظ ، أخبرنا جعفر بن أحمد السراج ، أخبرنا الحسن بن علي التميمي / أخبرنا أحمد بن جعفر ، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم بن معقل بن منبه ، حدثنا عبد الصمد بن معقل ، قال : سمعت وهب بن منبه قال [3] : لما رأى موسى النار انطلق يسير حتى وقف منها قريبا ، فإذا هو بنار عظيمة تفور من فروع شجرة خضراء شديدة الخضرة ، لا تزداد النار فيما يرى إلا عظما وتضرّما ، ولا تزداد الشجرة على شدة الحريق إلا خضرة وحسنا . فوقف ينظر لا يدري على ما يضع أمرها ، إلا أنه قد ظن أنها شجرة تحترق أوقد إليها موقد نالها فاحترقت ، وإنه إنما تمنع النار شدة خضرتها وكثرة مائها وكثافة ورقها وعظم جزعها . فوضع أمرها على هذا ، فوقف يطمع أن يسقط منها شيء فيقتبسه . فلما طال عليه ذلك أهوى إليها بضغث في يده وهو يريد أن يقتبس من لهبها . فلما فعل ذلك موسى مالت نحوه كأنما تريده ، فأستأخر عنها وهاب ، ثم عاد فطاف بها فلم تزل تطمعه ويطمع فيها . ولم تكن بأوشك من خمودها ، فاشتد عند ذلك عجبه وفكر في أمرها ، وقال : هي نار ممتنعة لا يقتبس منها ولكنها تضرم في جوف شجرة ولا تحرقها ، ثم خمودها على قدر عظمها في أوشك من طرفة عين ، فلما رأى ذلك موسى ، قال : إن لهذه النار لشأنا . ثم وضع أمرها على أنها مأمورة أو مصنوعة لا
[1] تاريخ الطبري 1 / 400 . [2] سورة : القصص ، الآية : 29 . [3] الخبر في كتاب الزهد لأحمد 61 ، ومرآة الزمان 1 / 399 .
337
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 337