responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المعارف نویسنده : ابن قتيبة الدينوري    جلد : 1  صفحه : 657


ألا يجعلون لهم جسرين ، فيكون أحدهما للمقبلين والآخر للمدبرين - يعنى الراجعين - فلا يزحم الناس بعضهم بعضا . فسر من حضر بمقالته ، ولطف فطنته على صغر سنّه ، وعقدوا جسرا آخر .
فلما أتت له ست عشرة / 324 / سنة ، أمرهم أن يختاروا له ألف رجل ، من أهل النجدة . ففعلوا : فأعطاهم الأرزاق ، ثم سار بهم إلى نواحي « العرب » الذين كانوا يعيثون في أرضهم ، فقتل من قدر عليهم ، ونزع أكتافهم ، وغوّر مياههم ، ولم يأخذ منهم مالا ولا سلبا ، فلما فرغ من ذلك ، قال لمن معه من الجنود : إني أريد الدخول إلى أرض : « الروم » سرّا لأعرفها ، ولأعرف قدر قوّتهم وعدتهم ، ومسالك بلادهم ، فإذا بلغت من ذلك حاجتي ، انصرفت إلى بلدي ، فسرت إليهم بالجنود . فحذّروه التغرير بنفسه . فلم يقبل قولهم وردهم ، وانطلق متنكرا حتى دخل أرضهم ، فلبث فيهم حينا ، فبينما هو كذلك . إذ بلغه أن ابن « قيصر » أولم وليمة ، وأمر بالمساكين أن يجمعوا ليطعموا ، فانطلق « سابور » ، فتزيّا بزي السؤال ، ثم شهد المجمع ، وحضر الطعام ، فأتى « قيصر » بإناء من آنية « سابور » ، منقوش فيها تمثال « سابور » ، فجعل خدمه يسقون به ، فلما انتهى الإناء إلى رجل من عظمائهم ، كان يعرف الفراسة ، نظر التمثال الَّذي فيه ، وقد كان قبل ذلك نظر إلى وجه « سابور » ، فأمسك الإناء ، وقال : إني لأرى أمرا معجبا . فقال قيصر : وما ذاك ؟
فقال : إني أرى في الجلساء صاحب هذه الصورة ! وأومأ إلى « سابور » ، فأمر « قيصر » بإدناء « سابور » منه ، فسأله عن أمره ، فاعتل عليه بضروب من العلل . فقال لهم المتفرّس : لا تقبلوا منه ، فلم يزالوا به حتى أقرّ بأنه « سابور » ، فأمر به « قيصر » ، فجعل في تمثال بقرة أجوف من جلود البقر ، ثم أطبق عليه

657

نام کتاب : المعارف نویسنده : ابن قتيبة الدينوري    جلد : 1  صفحه : 657
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست