وأما « عزير » فأقام لبني إسرائيل التوراة ، بعد أن أحرقت ، يعرفونها [1] ، حين عاد إلى الشام . وقالت طائفة من اليهود : هو ابن الله [1][2] ، وهو الَّذي أكثر / 25 / المناجاة في القدر ، فمحا الله اسمه من الأنبياء [3] ، فلا يذكر فيهم ، وهو رسول . شعيا عليه السلام قال : ومكثت بنو إسرائيل زمانا يطيعون الله ، وابتعث الله إليهم « شعيا ابن أموص » [4] نبيّا . ثم كثرت فيهم الأحداث والبدع . فابتعث الله « سنحاريب » ملك « بابل » . فأقبل حتى نزل بساحتهم . فتابوا إلى الله وأنابوا . فقبل الله توبتهم ، وسلط على عدوّهم الطاعون ، فأصبحوا موتى ، فغنّمهم الله عسكرهم بجميع ما فيه . ولم يفلت منهم إلا « سنحاريب » ملكهم ، وخمسة نفر معه . ثم أحدثوا بعد ذلك أحداثا ، ونبذوا كتاب الله وتنافسوا الملك ، فأمر الله « شعيا » أن يقوم فيهم مقاما بوحيه . فلما فعل قتلوه ، فسلَّط الله عليهم عدوّهم ، فشرد بهم وأفناهم ، وضرب عليهم الذلة والمسكنة ، ونزع منهم الملك والنبوّة ، فليسوا في أمة من الأمم إلا وعليهم ذل وصغار إلى يوم القيامة . و « شعيا » هو الَّذي بشر بالنبيّ - عليه السلام - ووصفه ، وبشّر بعيسى .
[1] هو ابن اللَّه - يشير إلى قوله تعالى في الآية 30 من سورة التوبة : * ( وقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّه 9 : 30 ) * . [1] ب ، ط ، ل : « فلم يعرفوها » . [2] ق : « ابن الله سبحانه » . ب ، ط ، ل : « ابن الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا » . [3] ب : « من ديوان الأنبياء » . [4] ق ، م : « راموص » .