عزير ودانيال قال : وكان في الأسارى الذين في يد « بختنصّر » [1] : عزير ، ودانيال . فأما « دانيال » فهو الَّذي عبّر له رؤياه [2] ، ونزل منه بأفضل المنازل . وكان قبره بناحية « السّوس » [3] . ووجده أبو موسى الأشعري فأخرجه وكفّنه ، وصلَّى أبو موسى عليه ، ثم قبره . [ وكان قد عمل البلى في ناحية من لحيته . وكان في بيت في جرن من حجارة ، وتحت الجرن ثلاثون جرّة من نحاس مرصصة الرؤس ، وتحت الجرار سفط في جرن من حجارة . فلم يدر أبو موسى ما هو ؟ فسأل عنه ، فقالوا : لا ندري ما هذا ، غير أنه كلما أظلنا عدوّ ، وحبس عنا القطر ، كشفنا عند رأس الجرن وكشفنا وجهه . فكتب أبو موسى إلى عمر - رضي الله عنهما - بذلك . فكتب إليه عمر : إن الرجل هو دانيال ، فادفنه حيث لا تمسه أيدي الخاطئين . فكفنه ، وقطع نهر تستر [4] ، ثم جعله في جرن حجارة ودفنه في النهر ، ثم أجرى عليه الماء [1] ] .
[1] بختنصّر - بوخت : ابن . ونصر ، بالتشديد : صنم . ( القاموس ) . [2] رؤياه - أي رؤيا بختنصّر . وانظر تفصيل ذلك في « الكامل لابن الأثير » ( 1 : 150 ) [3] السوس ، بضم أوله وسكون ثانيه وسين مهملة : بلدة بخوزستان . ( معجم البلدان ) . أبو موسى الأشعري عبد اللَّه بن قيس بن سليم بن حضار . ( تهذيب التهذيب 5 : 362 - 364 ) . [4] تستر ، بالضم ثم السكون وفتح التاء الثانية وراء : نهر بخوزستان . ( معجم البلدان ) . وانظر خبر هذه القصة في « الكامل لابن الأثير » ( 2 : 386 - 387 ) . ومعجم البلدان في الكلام على « سوس » . [1] تكملة من ق .