ولما قضى « أبو جعفر » حجه صدر إلى « المدينة » ، فأقام بها ما شاء الله ، ثم توجّه إلى « الشام » حتى صلَّى ب « بيت المقدس » ، ثم انصرف إلى « الرّقة » ، ثم سلك « الفرات » ، حتى نزل المدينة « الهاشمية » ب « الكوفة » ، ثم شخص من « الهاشمية » [1] إلى « نهاوند » ، ثم انصرف منها ، فحضر الموسم سنة أربع وأربعين ومائة ، ثم تحول / 192 / إلى « بغداد » سنة خمس وأربعين ومائة ، فلم يلبث إلا قليلا [2] ، حتى خرج « محمد ابن عبد الله بن الحسن » ب « المدينة » . فلما بلغه خروجه ، انحدر إلى « الكوفة » مسرعا . فوجه الجيوش إلى « المدينة » مع « عيسى بن موسى » ، وعلى مقدمته « حميد بن قحطبة » ، فقتل « محمد بن عبد الله » في شهر رمضان سنة خمس وأربعين ومائة . وكان أخوه « إبراهيم بن عبد الله » خرج إلى « البصرة » ، في أول يوم من شهر رمضان ، فلما انتهى إليه قتل أخيه خرج متوجها إلى « الكوفة » ، وأقبل « عيسى بن موسى » نحوه ، فالتقوا ب « باجميرى » من أرض « الكوفة » . فقتل « إبراهيم » وأصحابه في سنة خمس وأربعين ومائة . وخرج « أبو جعفر » إلى « الزّوراء » - وهي « بغداد » - وأتم بناءها ، واتخذها منزلا سنة ست وأربعين . وخرج يريد الحجّ بالناس سنة ثمان وخمسين ومائة ، فمات لستّ خلون من ذي الحجة على « بئر ميمون » ، وقد بلغ من السن ثلاثا وستين سنة وشهورا . وكانت ولايته اثنتين وعشرين سنة . وصلَّى عليه « إبراهيم بن يحيى بن علي » . وقال الهيثم : صلَّى عليه « عيسى بن موسى بن محمد بن علي » . وولد « أبو جعفر » : المهدىّ - واسمه : محمد - وجعفرا - أمهما : أم موسى بنت منصور الحيريّة - وصالحا - أمه : أمة يقال إنها بنت ملك
[1] ه ، و : « ثم شخص عنها » . [2] ه ، و : « يسيرا » .