وأما « يحيى بن محمد بن علي » فولى « الموصل » ، و « فارس » ل « أبى جعفر » . وولد « يحيى » : إبراهيم ، وهو حجّ بالناس عام هلك « أبو جعفر » . ولا عقب له . وذكر بعض « بني هاشم » أن « يحيى » له عقب . وأما « العباس بن محمد بن عليّ » فولى « الجزيرة » ل « أبى جعفر » وكان يكنى : أبا الفضل . ومات ب « بغداد » . وولد له : « عبد الله » ، و « الفضل » ، وغيرهما . وأما « عبد الله بن محمد بن عليّ » فهو « أبو جعفر المنصور » . ولى الخلافة وهو ابن اثنتين وأربعين سنة . وأمه بربريّة ، يقال لها : سلامة . ومولده ب « الشراة » [1] في ذي الحجة سنة خمس وتسعين . وكان « سليمان بن حبيب » ضربه بالسّياط لسبب . وبويع له بالخلافة يوم مات أخوه « أبو العبّاس » ب « الأنبار » [1] . وولى ذلك ، والإرسال به في الوجوه « عيسى بن عليّ » عمّه ، فلقيت « أبا جعفر » بيعته في الطريق . ومضى « أبو جعفر » حتى قدم « الكوفة » ، وصلَّى بالناس . وخطبهم ، وشخص حتى قدم « الأنبار » [2] . وقدم « أبو مسلم » عليه ، فقتله في شعبان سنة سبع وثلاثين ومائة ب « رومية المدائن » [2] . وخرج « أبو جعفر » حاجّا سنة أربعين ومائة . وكان أحرم من « الحيرة » . وكان قبل خروجه أمر ب « مسجد الكعبة » أن « يوسّع » في سنة تسع وثلاثين . وكانت تلك السنة تدعى : « عام الخصب » . ثم وسّعه ووسّع « مسجد المدينة » « المهدىّ » سنة ستين ومائة .
[1] الشراة - صقع بين دمشق والمدينة . ( معجم البلدان ) . [2] رومية المدائن - هما روميتان ، إحداهما بالروم ، والأخرى بالمدائن . [1] ه ، و : « وبويع بالأنبار يوم مات أبو العباس » . [2] ه ، و : « ومضى أبو جعفر حتى قد الأنبار » .