وبويع « ابن الزّبير » على الخلافة سنة خمس وستين ، وبنى الكعبة ، وبايعه أهل « البصرة » و « الكوفة » . ووثب « المختار بن عبيد » « بالكوفة » سنة ست وستين ، في سلطان « ابن الزبير » ، وأخرج عن « الكوفة » ، « عبد الله بن مطيع » عامل « ابن الزبير » . ثم إن أهل « الكوفة » ثاروا ب « المختار » ، فاقتتلوا « بجبّانة السّبيع » [1] ، فظفر بهم « المختار » . وكان « المختار » أيضا وجّه إلى « البصرة » الأحمر بن شميط [1] ، لقتال « مصعب ابن الزبير » فقتله « مصعب » ب « المدار » [2] ، وأقبل : « مصعب » حتى حصر « المختار » في قصره « بالكوفة » ، ثم قتله سنة تسع وستين . وسار « عبد الملك » لقتال « مصعب ابن الزبير » ، فالتقوا بأرض « مسكن » [3] ، فقتل « مصعب » ، ودخل « عبد الملك » « الكوفة » وبايع له أهلها . وبعث « الحجاج بن يوسف » إلى « عبد الله بن الزبير » ، فقتل « ابن الزبير » سنة ثلاث وسبعين ، وقد بلغ من السن ثلاثا وتسعين سنة . فكانت فتنته منذ مات « يزيد بن معاوية » إلى أن قتل ، تسع سنين وثلاثة أشهر وأياما . وحج « الحجاج » بالناس تلك السنة ، ونقض بنيان « ابن الزبير » في الكعبة ، وبناه على تأسيسه الأوّل ، ثم رجع إلى « المدينة » ، لما فرغ من بناء الكعبة .
[1] جبانة السبيع - مسماة بقبيلة السبيع ، رهط أبي إسحاق السبيعي . [2] المدار - موضع بالحجاز في ديار عدوان . [3] مسكن - وضع قريب من أوانا على نهر دجيل . ( معجم البلدان ) . [1] ه ، و : « شميط » . وانظر الطبري .