صحيفة . وهو أوّل من خط بالقلم ، وأوّل من حاك الثّياب ولبسها . وكانوا من قبله يلبسون الجلود . واستجاب له ألف إنسان ممن كان يدعوهم . فلما رفعه الله اختلفوا بعده وأحدثوا الأحداث إلى زمن نوح . وهو أبو جدّ نوح . ورفع وهو ابن ثلاثمائة وخمس وستين سنة .
وفي التوراة :
إنّ أخنوخ أحسن خدّام [1] الله ، فرفعه الله إليه .
وولد لإدريس النبي عليه السلام : متّوشلخ ، على ثلاثمائة سنة من عمره . وولد لمتّوشلخ [1] : لمك . وولد للمك غلام ، فسماه نوحا .
نوح صلَّى الله عليه وسلم قال وهب :
إنّ نوحا أوّل نبيّ نبّأه [2] الله بعد إدريس . وكان نجّارا ، إلى الأدمة ما هو ، دقيق الوجه في رأسه طول ، عظيم العينين ، غليظ العضدين ، دقيق الساقين ، كثير لحم الفخذين ، دقيق الساعدين ، ضخم السّرة ، طويل اللَّحية عريضها ، طويلا جسيما . وكان في غضبه وانتهاره شدّة . فبعثه الله إلى قومه وهو ابن خمسين سنة ، فلبث فيهم ألف عام إلا خمسين سنة : ثلاثة قرون في قومه عايشهم وعمّر فيهم ، فلا يحيبونه ، ولم يتبعه إلا القليل ، كما قال الله عز وجل . [2]

[1] متوشلخ ، متوشالخ ، متوشالح . متو : مات . شلخ : الرسول . ( وانظر : الروض الأنف - شرح القصيدة الحميرية - روضة الألباب - أنساب العرب - مروج الذهب - الطبري - السيرة لابن هشام ) .
[2] « فلبث كما قال اللَّه عز وجل » - يريد قوله تعالى في سورة العنكبوت ، الآية 14 : ( ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه . فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما ) .
[1] ق ، و : « أحسن قدام » . ب ، ط ، ل : « احتبس قدام » . والعبارة في التوراة ( الآية 24 - الإصحاح الخامس ) : « ويمار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأن الله أخذه » .
[2] ب ، ط : « أنبأه » .

21