وزاد غيره : كان أصلع أقنى ، له جمّة [1] أسفل من أذنيه ، ولكثرة شعر رأسه ولحيته كان أعداؤه يسمونه : نعثلا . [2] وزوّجه رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ابنتيه : رقية ، وأم كلثوم . وكان محبّبا في « قريش » . وفيه يقول قائلهم : [ مجزأ الرجز ] < شعر > أحبك والرّحمن حبّ قريش عثمان إذا دعا بالميزان < / شعر > وهو من المهاجرين الأوّلين ، وكان تزوّج « رقية » بنت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم وهو بمكة ، فهاجر بها إلى أرض الحبشة ، فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - : إنهما لأوّل من هاجر إلى الله - عزّ وجلّ - بعد : إبراهيم ، ولوط - عليهما السلام . ثم هاجر إلى المدينة ، فله هجرتان . واشترى « بئر رومة » [3] ، وكانت ركيّة ليهوديّ يبيع ماءها للمسلمين . فقال النبيّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - من يشترى « رومة » فيجعلها للمسلمين يضرب بدلوه في دلائهم ، وله بها مشرب في الجنة ؟ فأتى « عثمان » اليهودىّ فساومه بها ، فأبى أن يبيعها كلَّها . فاشترى نصفها باثني عشر درهم ، فجعله للمسلمين . فقال عثمان : إن شئت فلي يوم . ولك يوم ، وإن شئت جعلت على نصيبي قرنين [4][1] ؟ قال اليهودىّ : لي يوم ولك
[1] الجمة - ما سقط من شعر الرأس على المنكبين . [2] نعثلا - النعثل : الطويل اللحية . [3] بئر رومة - في عقيق المدينة . ( معجم البلدان ) . [4] قرنين القرنان يبنيان من حجارة على رأس البئر يوضع عليهما المحور وتعلق البكرة ، فإذا كانا من خشب فهما دعامتان . [1] كذا في : ق ، م . والَّذي في سائر الأصول : « قربتين » .