وفيها صالحه أهل « فدك » على النّصف من ثمارهم ، فكانت له خاصة ، لأنه لم يوجف [1] عليها المسلمون بخيل ولا ركاب . وفيها خرج رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم - معتمرا ، فصدّه المشركون ، وكان ساق معه من الهدى سبعين بدنة ، فمنعوه [1] عن أن يبلغ محلَّه . فبايعه المسلمون تحت الشجرة بيعة الرضوان ، وكان الناس سبعمائة ، وهي : عمرة الحديبيّة . قال : وحدّثنى زيد بن أخزم ، قال : حدّثنا أبو داود ، قال : حدّثنا قرّة بن خالد ، / 81 / عن قتادة [2] ، قال : قلت لسعيد بن المسيّب : كم كانوا في بيعة الرضوان ؟ قال : خمس عشرة مائة . قال : قلت : فإنّ جابر ابن عبد الله قال : كانوا أربع عشرة مائة . قال : أوهم رحمه الله ! هو الَّذي حدّثنى أنهم كانوا خمس عشرة مائة . وكان أوّل من بايع [3] « عبد الله بن عمر » ، وكانت البيعة بسبب « عثمان بن عفان » ، - رضي الله عنه - وذلك أنه بعثه إلى مكة ليخبر قريشا أنه لم يأت لحرب ، فاحتبسته . « قريش » عندها ، وبلغ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم - أنه قد قتل . فدعا الناس إلى البيعة على مناجزة القوم ، ثم بلغه أن الَّذي ذكر في أمر « عثمان » باطل .
[1] لم يوجف - الإيجاف : سرعة السير . [2] أبو داود - سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي . ( تهذيب التهذيب 4 : 182 ) . قرة بن خالد - ( تهذيب 8 : 371 ) . قتادة - قتادة بن دعامة بن قتادة . ( تهذيب 8 : 351 ) . [3] وكان أول من بايع - الَّذي في السيرة لابن هشام ( 3 : 330 ) أن أول من بايع هو : أبو سنان الأسدي . [1] ط ، ق : « فعكفوه » . ل : « كفوه » .