ثم قال الله عز وجل : نخلق بشرا بصورتنا . فخلق آدم من أدمة الأرض ونفخ في وجهه نسمة الحياة . وقال : إن آدم لا يصلح أن يكون وحده ، ولكن أصنع له عونا مثله ، فألقى عليه السّبات ، فأخذ أحد أضلاعه ولأمها [1] ، [1] وسمى الضّلع التي أخذ : امرأة ، لأنها من المرء أخذت . فقرّبها إلى آدم . فقال آدم : عظم من عظامي ، ولحم من لحمي ! ومن أجل ذلك يترك الرّجل أباه وأمّه ويتبع زوجته ، ويكونان كلاهما جسما واحدا . وتركهما الله عز وجل وقال : أثمروا وأكثروا واملئوا الأرض ، وتسلَّطوا على أنوان [2] البحار وطير السماء والأنعام والدواب وعشب الأرض وشجرها وثمرها . ورأى كلّ ما خلق فإذا هو حسن جدا . وكان مساء وكان صباح [3] يوم الجمعة . وكمل كل أعمال الله عز وجل [4] التي عمل . ثمّ استراح في اليوم السابع من خليقته ، وبرّكه [5] وطهّره وقدّسه . [ قال أبو محمد ] : الاستراحة : الإتمام والفراغ من الأمر ، وهو قوله : سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّه الثَّقَلانِ 55 : 31 [2] معناه : سنقصد لكم ، لأنه عز وجل لا يشغله شأن عن شأن ] [6] .
[1] لأمها : أصلحها . [2] * ( « سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّه الثَّقَلانِ » 55 : 31 ) * الآية : 31 من سورة الرحمن . [1] ب : « وملأ موضعها لحما » . والَّذي في التوراة . سفر التكوين ، الإصحاح الثاني الآية 11 : « وملأ مكانها لحما » . [2] و : « أبواب » . [3] ق ، م ، و ، : « إصباح » . [4] ق : « تبارك وتعالى » . [5] ب : « وبارك هذا اليوم » . [6] تكملة من ب ، ط ، ل .