responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 98


الجرح حتى يندمل فتصفو البلاد وتأمن العباد فسكت القوم ولم يتكلم أحد فقام الحجاج وقال : يا أمير المؤمنين أنا للعراق . قال : ومن أنت لله أبوك قال : أنا الليث الضمضام والهزبر الهشام أنا الحجاج بن يوسف . قال : ومن أين قال : من ثقيف كهوف الضيوف ومستعمل السيوف . قال : اجلس لا أم لك فلست هناك . ثم قال : ما لي أرى الرؤوس مطرقة والألسن معتقلة فلم يجبه أحد فقام إليه الحجاج وقال : أنا مجندل الفساق ومطفئ نار النفاق قال : ومن أنت قال : أنا قاصم الظلمة ومعدن الحكمة الحجاج بن يوسف معدن العفو والعقوبة آفة الكفر والريبة قال إليك عني وذاك فلست هناك ثم قال : من للعراق فسكت القوم وقام الحجاج وقال : أنا للعراق فقال : إذن أظنك صاحبها والظافر بغنائمها وإن لكل شيء يا ابن يوسف آية وعلامة فما آيتك وما علامتك قال : العقوبة والعفو والاقتدار والبسط والازورار والإدناء والإبعاد والجفاء والبر والتأهب والحزم وخوض غمرات الحروب بجنان غير هيوب فمن جادلني قطعته ومن نازعني قصمته ومن خالفني نزعته ومن دنا مني أكرمته ومن طلب الأمان أعطيته ومن سارع إلى الطاعة بجلته فهذه آيتي وعلامتي وما عليك يا أمير المؤمنين أن تبلوني فإن كنت للأعناق قطاعاً وللأموال جماعاً وللأرواح نزاعاً ولك في الأشياء نفاعاً وإلا فليستبدل بي أمير المؤمنين فإن الناس كثير ولكن من يقوم بهذا الأمر قليل فقال عبد الملك : أنت لها فما الذي تحتاج إليه . قال : قليل من الجند والمال فدعا عبد الملك صاحب جنده فقال : هيئ له من الجند شهوته وألزمهم طاعته وحذرهم مخالفته ثم دعا الخازن فأمره بمثل ذلك فخرج الحجاج قاصداً نحو العراق قال عبد الملك بن عمير : فبينما نحن في المسجد الجامع بالكوفة إذا أتانا آت فقال : هذا الحجاج قدم أميراً على العراق فتطاولت الأعناق نحوه وأفرجوا له عن صحن المسجد فإذا نحن به يمشي وعليه عمامة حمراء متلثماً بها ثم صعد المنبر فلم يتكلم كلمة واحدة ولا نطق بحرف حتى غص المسجد بأهله وأهل الكوفة يومئذ ذوو حالة حسنة وهيئة جميلة فكان الواحد منهم يدخل المسجد ومعه العشرون والثلاثون من أهل بيته ومواليه وأتباعه عليهم الخز والديباج قال : وكان في المسجد يومئذ عمير بن صابئ التميمي فلما رأى الحجاج على المنبر قال لصاحب له : أسبه لكم قال : اكفف حتى نسمع ما يقول فأبى ابن صابئ وقال : لعن الله بني أمية حيث يولون ويستعملون مثل هذا على العراق وضيع الله العراق حيث يكون هذا أميرها فوالله لو دام هذا أميراً كما هو ما كان بشيء والحجاج ساكت ينظر يميناً وشمالاً فلما رأى المسجد قد غص بأهله قال : هل اجتمعتم فلم يرد عليه أحد شيئاً فقال : إني لا أعرف قدر اجتماعكم فهل اجتمعتم فقال رجل من القوم : قد اجتمعنا أصلح الله الأمير فكشف عن لثامه ونهض قائماً فكان أول شيء نطق به أن قال : والله إني لأرى رؤوساً أينعت وقد حان قطافها وإني لصاحبها وإني لأرى الدماء ترقرق بين العمائم واللحى والله يا أهل العراق إن أمير المؤمنين نثر كنانة بين يديه فعجم عيدانها فوجدني أمرها عوداً وأصلبها مكسراً فرماكم بي لأنكم طالما أثرتم الفتنة واضطجعتم في مراقد الضلال والله لأنكلن بكم في البلاد ولأجعلنكم مثلاً في كل واد ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل وإني يا أهل العراق لا أعد إلا وفيت ولا أعزم إلا أمضيت فإياي وهذه

98

نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست