responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 95


بمحادثتك من حاجة فقال الأعرابي : بالله ما اسمك ومن أنت فقال : الغضبان بن القبعثري . فقال : اسمان منكران خلقا من غضب .
قال : قف متوكئاً على باب قبتي برجلك هذه العوجاء فقال : قطعها الله إن لم تكن خيراً من رجلك هذه الشنعاء قال الغضبان : لو كنت حاكماً لجرت في حكومتك لأن رجلي في الظل قاعدة ورجلك في الرمضاء قائمة فقال الأعرابي : إني لأظنك حرورياً . قال : اللهم اجعلني ممن يتحرى الخير ويريده فقال : إني لأظن عنصرك فاسداً . قال : ما أقدرني على إصلاحه فقال الأعرابي : لا أرضاك الله ولا حياك ثم ولى وهو يقول : [ من البسيط ] لا بارك الله في قوم تسودهم * إني أظنك والرحمن شيطانا أتيت قبته أرجو ضيافته * فأظهر الشيح ذو القرنين حرمانا فلما قدم الغضبان على الحجاج وقد بلغه الجاسوس ما جرى بينه وبين ابن الأشعث وبين الأعرابي قال له الحجاج : يا غضبان كيف وجدت أرض كرمان قال : أصلح الله الأمير أرض يابسة الجيش بها ضعاف هؤلاء إن كثروا جاعوا وإن قلوا ضاعوا فقال له الحجاج : ألست صاحب الكلمة التي بلغتني أنك قلت لابن الأشعث تغد بالحجاج قبل أن يتعشى بك فوالله لأحبسنك عن الوساد ولأنزلنك عن الجياد ولأشهرنك في البلاد قال : الأمان أيها الأمير فوالله ما ضرت من قيلت فيه ولا نفعت من قيلت له فقال له : ألم أقل لك كأني بصوت جلاجلك تجلجل في قصري هذا اذهبوا به إلى السجن فذهبوا به فقيد وسجن فمكث ما شاء الله ثم إن الحجاج ابتنى الخضراء بواسط فأعجب بها فقال لمن حوله : كيف ترون قبتي هذه وبناءها فقالوا : أيها الأمير إنها حصينة مباركة منيعة نضرة بهجة قليل عيبها كثير خيرها قال : لم لم تخبروني بنصح قالوا : لا يصفها لك إلا الغضبان فبعث إلى الغضبان فأحضره وقال له : كيف ترى قبتي هذه وبناءها قال : أصلح الله الأمير بنيتها في غير بلدك لا لك ولا لولدك لا تدوم لك ولا يسكنها وارثك ولا تبقى لك وما أنت لها بباق فقال الحجاج : قد صدق الغضبان ردوه إلى السجن فلما حملوه قال : سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين فقال : أنزلوه فلما أنزلوه قال : " رب أنزلني منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين " فقال : اضربوا به الأرض فلما ضربوا به الأرض قال : " منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى " فقال : جروه فأقبلوا يجرونه وهو يقول : " بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم فقال الحجاج : ويلكم اتركوه فقد غلبني دهاء وخبثاً ثم عفا عنه وأنعم عليه وخلى سبيله .
وحدث الزبير قال : دخل محمد بن عبد الملك بن صالح على المأمون وقد كانت ضياعهم أخذت .

95

نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست