responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 94


الجاهل يجهله فمثله كمثل الدرة إذا وقعت عند من لا يعرفها ازدراها وإذا نظر إليها العقلاء عرفوها وأكرموها فهي عندهم لمعرفتهم بها حسنة نفيسة فقال الحجاج : لله أبوك فما العاقل والجاهل قال : أصلح الله الأمير العاقل الذي لا يتكلم هذراً ولا ينظر شزراً ولا يضمر غدراً ولا يطلب عذراً والجاهل هو المهذار في كلامه المنان بطعامه الضنين بسلامه المتطاول على إمامه الفاحش على غلامه قال : لله أبوك فما الحازم الكيس قال : المقبل على شأنه التارك لما لا يعنيه قال : العاجز . قال : المعجب بآرائه الملتفت إلى ورائه قال : هل عندك من النساء خبر قال : أصلح الله الأمير إني بشأنهن خبير إن شاء الله تعالى . إن النساء من أمهات الأولاد بمنزلة الأضلاع إن عدلتها انكسرت ولهن جوهر لا يصلح إلا على المداراة فمن داراهن انتفع بهن وقرت عينه ومن شاورهن كدرن عيشه وتكدرت عليه حياته وتنغصت لذاته فأكرمهن أعفهن وأفخر أحسابهن العفة فإذا زلن عنها فهن أنتن من الجيفة فقال له الحجاج : يا غضبان إني موجهك إلى ابن الأشعث وافد فماذا أنت قائل له قال : أصلح الله الأمير أقول ما يرديه ويؤذيه ويضنيه فقال : إني أظنك لا تقول له ما قلت وكأني بصوت جلاجلك تجلجل في قصري هذا قال : كلا أصلح الله الأمير سأحدد له لساني وأجريه في ميداني .
قال : فعند ذلك أمره بالمسير إلى كرمان فلما توجه إلى ابن الأشعث وهو على كرمان بعث الحجاج عيناً عليه أي جاسوساً وكان يفعل ذلك مع جميع رسله فلما قدم الغضبان على ابن الأشعث قال له : إن الحجاج قد هم بخلعك وعزلك فخذ حذرك وتغدى به قبل أن يتعشى بك فأخذ حذره عند ذلك ثم أمر للغضبان بجائزة سنية وخلع فاخرة فأخذها وانصرف راجعاً فأتى إلى أرملة كرمان في شدة الحر القيظ وهي رملة شديدة الرمضاء فضرب قبته فيها وحط عن رواحله فبينما هو كذلك إذا بأعرابي من بني بكر بن وائل قد أقبل على بعير قاصداً نحوه وقد اشتد الحر وحميت الغزالة وقت الظهيرة وقد ظمئ ظمأ شديداً فقال : السلام عليك ورحمة الله وبركاته فقال الغضبان : هذه سنة وردها فريضة قد فاز قائلها وخسر تاركها ما حاجتك يا أعرابي قال : أصابتني الرمضاء وشدة الحر والظمأ فيممت قبتك أرجو بركتها قال الغضبان : فهلا تيممت قبة أكبر من هذه وأعظم قال : أيتهن تعني قال : قبة الأمير بن الأشعث . قال : تلك لا يوصل إليها . قال : إن هذه أمنع منها فقال الأعرابي : ما اسمك يا عبد الله قال : آخذ فقال : وما تعطي قال : أكره أن يكون لي اسمان . قال : بالله من أين أنت قال : من الأرض . قال : فأين تريد قال : أمشي في مناكبها .
فقال الأعرابي وهو يرفع رجلاً ويضع أخرى من شدة الحر : أتقرض الشعر قال : إنما يقرض الفأر . فقال : أفتسجع قال : إنما تسجع الحمامة فقال : يا هذا ائذن لي أن أدخل قبتك . قال : خلفك أوسع لك . فقال : قد أحرقني حر الشمس قال : ما لي عليها من سلطان فقال : الرمضاء أحرقت قدمي قال : بل عليها تبرد فقال : إني لا أريد طعامك ولا شرابك قال : لا تتعرض لما لا تصل إليه ولو تلفت روحك فقال الأعرابي : سبحان الله . قال : نعم من قبل أن تطلع أضراسك فقال الأعرابي : ما عندك غير هذا قال : بلى . هراوة أضرب بها رأسك فاستغاث الأعرابي يا جار بني كعب . قال الغضبان : بئس الشيخ أنت فوالله ما ظلمك أحد فتستغيث فقال الأعرابي : ما رأيت رجلاً أقسى منك أتيتك مستغيثاً فحجبتني وطردتني هلا أدخلتني قبتك وطارحتني القريض قال : ما لي

94

نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست