responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 86


وأسرت طيئ غلاماً من العرب فقدم أبوه ليفديه فاشتطوا عليه فقال أبوه : والذي جعل الفرقدين يمسيان ويصحبان على جبل طيئ ما عندي غير ما بذلته ثم انصرف وقال : لقد أعطيته كلاماً إن كان فيه خير فهمه فكأنه قال له الزم الفرقدين يعني في هروبك على جبل طيئ ففهم الابن ما أراده أبوه وفعل ذلك فنجى .
وكانت علية بنت المهدي تهوى غلاماً خادماً اسمه طل فحلف الرشيد أن لا تكلمه ولا تذكره في شعرها فاطلع الرشيد يوماً عليها وهي تقرأ في آخر سورة البقرة فإن لم يصبها وابل فالذي نهى عنه أمير المؤمنين ومن ذلك قولهم : تركت فلاناً يأمر وينهي وهو على شرف الموت أي يأمر بالوصية وينهي عن النوح .
ويقال : ما رأيت فلاناً أي ما ضربته في رئته ولا كلمته أي ما جرحته فإن الكلوم الجراح وما رأيت ربيعاً فالربيع حظ الأرض من الماء والربيع النهر وما رأيت كافراً ولا فاسقاً فالكافر السحاب والفاسق الذي تجرد من ثيابه وما رأيت فلاناً راكعاً ولا ساجداً ولا مصلياً فالراكع العاثر الذي كبا لوجهه والساجد المدمن النظر والمصلي الذي يجيء بعد السابق وما أخذت لفلان دجاجة ولا فروجاً فالدجاجة الكبة من الغزل والفروجة الدراعة وما أخذت لفلان بقرة ولا ثوراً . فالبقرة العيال الكثيرة . يقال : جاء فلان يسوق بقره أي عياله والثور القطعة الكبيرة من الأقط .
وحكي أن معاوية رضي الله تعالى عنه بينما هو جالس في بعض مجالسه وعنده وجوه الناس فيهم الأحنف بن قيس إذ دخل رجل من أهل الشام فقام خطيباً وكان آخر كلامه أن لعن علياً رضي الله تعالى عنه ولعن لاعنه فقال الأحنف : يا أمير المؤمنين إن هذا القائل لو يعلم أن رضاك في لعن المرسلين للعنهم فاتق الله يا أمير المؤمنين ودع عنك علياً رضي الله تعالى عنه فلقد لقي ربه وأفرد في قبره وخلا بعمله وكان والله المبرور سيفه الطاهر ثوبه العظيمة مصيبته فقال معاوية : يا أحنف لقد تكلمت بما تكلمت وأيم الله لتصعدن على المنبر فتلعنه طوعاً أو كرهاً فقال له الأحنف : يا أمير المؤمنين إن تعفني فهو خير لك وإن تجبرني على ذلك فوالله لا تجري شفتاي به أبداً فقال : قم فاصعد قال : أما والله لأنصفنك في القول والفعل قال : وما أنت قائل إن أنصفتني قال : أصعد المنبر فأحمد الله وأثني عليه وأصلي على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ثم أقول : أيها الناس إن أمير المؤمنين معاوية أمرني أن ألعن علياً ألا وإن معاوية وعلما اقتتلا فاختلفا فادعى كل واحد منهما أنه مبغي عليه وعلى فئته فإذا دعوت فأمنوا رحمكم الله ثم أقول اللهم ألعن أنت وملائكتك وأنبياؤك وجميع خلقك الباغي منهما على صاحبه والعن الفئة الباغية اللهم العنهم لعناً كثيراً أمنوا رحمكم الله . يا معاوية لا أزيد على هذا ولا أنقص حرفاً ولو كان فيه ذهاب روحي . فقال معاوية : إذاً نعفيك يا أبا بحر .
وقال معاوية لعقيل بن أبي طالب : إن علياً قد قطعك وأنا وصلتك ولا يرضيني منك إلا أن تلعنه على المنبر قال : أفعل فصعد المنبر ثم قال بعد أن حمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه صلى الله عليه وسلم : أيها الناس إن معاوية بن أبي سفيان قد أمرني أن ألعن علي بن أبي طالب فالعنوه فعليه لعنة الله ثم نزل فقال له معاوية : إنك لم تبين من لعنت منهما بينه فقال : والله لا زدت حرفاً ولا نقصت حرفاً والكلام إلى نية المتكلم .

86

نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست