responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 382


فجاء أبو نصر بألف تصرمت * وإني عليم أن سيخلفها نصر فلما فرغ من إنشادها قال نصر : والله لو قال : سيضاعفها نصر لأضعفتها له وأعطاه ألف دينار في طبق فضة . ومدح بعض الشعراء وقيل : هو البديع الهمذاني إنساناً فقال : [ من البسيط ] يكاد يحكيه صوب الغيث منسكباً * لو كان طلق المحيا يمطر الذهبا والدهر لو لم يخن والشمس لو نطقت * والليث لو لم يصد والبحر لو عذبا وقال آخر : [ من الطويل ] أخو كرم يفضي الورى من بساطه * إلى روض مجد بالسماح مجود وكم لجباه الراغبين لديه من * مجال سجود في مجالس جود ويقال : فلان رقيق الجود ودخيله وزميل الكرم ونزيله وغزة الدهر وتحجيله مواهبه الأنواء وصدره الدهناء عونه موقوف على اللهيف وغوثه مبذول للضعيف يطفو جوده على موجوده وهمته على قدرته ينابيع الجود تتفجر من أنامله وربيع السماح يضحك عن فواضله إن طلبت كريماً في جوده مت قبل وجوده أو ماجداً في أخلاقه مت ولم تلاقه باسل تعود الاقدام حيث تزل الأقدام وشجاع يرى الأحجام عاراً لا تمحوه الأيام له خلق لو مازح البحر لنفى ملوحته . وصفى كدورته . خلق كنسيم الأشجار على صفحات الأنهار وأطيب من زمن الورد في الأيام وأبهج من نور البدر في الظلام خلق يجمع الأهواء المتفرقة على محبته ويؤلف الآراء المتشتتة في مودته هو ملح الأرض إذا فسدت وعمارة الدنيا إذا خربت يحل دقائق الأشكال ويزيل جلائل الأشكال . البيان أصغر صفاته والبلاغة عنوان خطراته كأنما أوحي التوفيق إلى صدره وحبس الصواب بين طبعه وفكره فهو يبعث بالكلام ويقوده بألين زمام حتى كأن الألفاظ تتحاسد في التسابق إلى خواطره والمعاني تتغاير في الامتثال لأوامره يوجز فلا يخل ويطنب فلا يمل كلامه يشتد مرة حتى تقول الصخر أو أيبس ويلين تارة حتى تقول الماء أو أسلس فهو إذا أنشأ وشى وإذا عبر حبر وإذا أوجز عجز تاهت به الأيام وباهت في يمينه الأقلام له أدب لو تصور شخصاً لكان بالقلوب مختصاً . قال الشاعر : [ من الوافر ] له خلق على الأيام يصفو * كما تصفو على الزمن العقار وقال آخر : [ من الكامل ] لو كان يحوي الروض ناضر خلقه * ما كان يذبل نوره بشتائه

382

نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 382
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست