نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي جلد : 1 صفحه : 339
وإن ضيع الأقوام سري فإنني * كتوم لأسرار العشير أمين وقال جعفر بن عثمان : [ من السريع ] يا ذا الذي أودعني سره * لا ترج أن تسمعه مني لم أجره قط على فكرتي * كأنه لم يجر في أذني وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : " ما أفشيت سري إلى أحد قط فأفشاه فلمته إذ كان صدري به أضيق " . وقال الأحنف بن قيس : يضيق صدر الرجل بسره فإذا حدث به أحداً قال : اكتمه علي قال الشاعر : [ من الطويل ] إذا المرء أفشى سره بلسانه * ولام عليه غيره فهو أحمق إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه * فصدر الذي يستودع السر أضيق وقال آخر : [ من الوافر ] إذا ما ضاق صدرك عن حديث * وأفشته الرجال فمن تلوم وإن عاتبت من أفشى حديثي * وسري عنده فأنا الملوم وقال صالح بن عبد القدوس : لا تودع سرك إلى طالبه فالطالب للسر مذيع ولا تودع مالك عند من يستدعيه فالطالب للوديعة خائن . وقيل لأعرابي : ما بلغ من حفظك للسر قال : أفرقه تحت شغاف قلبي ثم أجمعه وأنساه كأني لم أسمعه . وكان أحزم الناس من لا يفشي سره إلى صديقه مخافة أن يقع بينهما شر فيفشيه عليه . وقال حكيم : قلوب الأحرار قبور الأسرار وقيل : الطمأنينة إلى كل أحد قبل الاختبار حمق . وقال بعضهم : [ من الطويل ] إذا ما غفرت الذنب يوماً لصاحب * فلست معيداً ما حييت له ذكرا ولست إذا ما صاحب خان عهده * وعندي له سر مذيعاً له سرا وأين هذا من قول القائل : [ من الطويل ] ولا تودع الأسرار أذني فإنما * تصبن ماء في إناء مثلم
339
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي جلد : 1 صفحه : 339