نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي جلد : 1 صفحه : 305
وما الخصب للأضياف أن تكثر القرى * ولكنما وجه الكريم خصيب وقال آخر : [ من البسيط ] عودت نفسي إذا ما الضيف نبهني * عقر العشار على عسر وإيسار ومن آداب الضيف أن يتفقد دابة ضيفه ويكرمها قبل إكرام الضيف قال الشاعر : [ من البسيط ] مطية الضيف عندي تلو صاحبها * لن يأمن الضيف حتى تكرم الفرسا وقال علي بن الحسين رضي الله تعالى عنهما : من تمام المروءة خدمة الرجل ضيفه كما خدمهم أبونا إبراهيم الخليل صلوات الله وسلامه عليه بنفسه وأهله . أما سمعت قول الله عز وجل " وامرأته قائمة " هود : 71 . ومن آداب المضيف أن يحدث أضيافه بما تميل إليه نفوسهم ولا ينام قبلهم ولا يشكو الزمان بحضورهم ويبش عند قدومهم ويتألم عند وداعهم وأن لا يحدث بما يروعهم به . كما حكى بعضهم قال : استدعاني إسحاق بن إبراهيم الظاهري إلى أكل هريسة في بكرة نهار فدخلت فأحضرت لنا الهريسة فأكلنا فإذا شعرة قد جاءت على لقمة غفل عنها طباخه فاستدعى خادمه فأسر إليه شيئاً لم نعلمه فعاد الخادم ومعه صينية مغطاة فكشف عن الصينية فإذا يد الطباخ مقطوعة تختلج فتكدر علينا عيشنا وقمنا من عنده ونحن لا نعقل . فيجب على المضيف أن يراعي خواطر أضيافه كيفما أمكن ولا يغضب على أحد بحضورهم ولا ينغص عيشهم بما يكرهونه ولا يعبس بوجهه ولا يظهر نكداً ولا ينهر أحداً ولا يشتمه بحضرتهم بل يدخل على قلوبهم السرور بكل ما أمكن . كما حكي عن بعض الكرام أنه دعا جماعة من أصحابه إلى بستانه وعمل لهم سماطاً وكان له ولد جميل الطلعة فكان الولد في أول النهار يخدم القوم ويأنسون به ففي آخر النهار صعد إلى السطح فسقط فمات لوقته فحلف أبوه على أمه بالطلاق الثلاث أن لا تصرخ ولا تبكي إلى أن تصبح فلما كان الليل سأله أضيافه عن ولده فقال : هو نائم فلما أصبحوا وأرادوا الخروج قال لهم : إن رأيتم أن نصلي على ولدي فإنه بالأمس سقط من على السطح فمات لساعته فقالوا له : لم لا أخبرتنا حين سألناك فقال : ما ينبغي لعاقل أن ينغص على أضيافه في التذاذهم ولا يكدر عليهم في عيشهم فتعجبوا من صبره وتجلده ومكارم أخلاقه ثم صلوا على الغلام وحضروا دفنه وبكوا عليه وانصرفوا . وعلى المضيف أن يأمر غلمانه بحفظ نعال أضيافه وتفقد غلمانهم بما يكفيهم ويسهل حجابه وقت
305
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي جلد : 1 صفحه : 305